الحمد لله، موضوع الجلوس على العرش هو جانب مهم ومعقد من العقيدة الإسلامية. بناءً على النصوص القرآنية والنبوية، فإن الله تعالى يستوي على العرش حسب تعبير الكتاب الكريم: "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شيء عليم". (البقرة: ٢٩) ويقصد باستواء الله ارتفاعه وقدرته الكاملة اللا محدودة. أما بالنسبة إلى الجلوس، فقد ذكر بعض السلف تفسيره بالاستواء، ولكن الأكثر دقة وعدم احتمالية للإساءة هو استخدام عبارة "استواء"، حيث إنها مستمدة من النصوص الشرعية وهي أقل عرضة للتأويل الخاطئ.
على الرغم من وجود آراء مختلفة بين العلماء حول هذه المسألة، فإن التوقّف عند تسميتها بهذا الاسم -أي جلوس- قد يكون أمراً أفضل تجنباً لأي سوء فهم محتمل أو تشبيه مخالف لعقيدتنا. فالعلماء يؤكدون دائماً على ضرورة عدم تشبيه صفات الله بخلقاته، لقوله عز وجل: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير". (الشورى: ١١) لذلك فإن التركيز على وصف "استوائه على العرش" بدلاً من "جلوسه" يحمي عقيدتنا من الانحراف نحو التشابه المحرم شرعاً.
وفي النهاية، يُشدّد علماء الدين على أهمية التعامل بحذر واحترام عند تناول مسائل الغيب المتعلقة بصفته الله تعالى، وتجنب كل ما قد يسبب اللبس والجدال غير المثمر. نسأل الله الهداية والثبات لنا ولجميع المسلمين.