- صاحب المنشور: عبد السميع بن بكري
ملخص النقاش:
مع انتشار وباء كوفيد-19 حول العالم، شهدت العديد من الصناعات تقلّبات كبيرة بسبب القيود المفروضة للحد من انتشار الفيروس. وعلى وجه الخصوص، أثرت الجائحة بشدة على سوق العمل الرقمية التي تتضمن الأعمال الحرّة عبر الإنترنت والمهام عن بُعد وغيرها من الأنشطة الاقتصادية الرقمية. سنتناول هنا التأثيرات المتنوعة لهذه الجائحة على هذا القطاع وكيف استطاعت الشركات والأفراد التعامل مع هذه الظروف الجديدة.
التحديات الرئيسية:
1. زيادة المنافسة:
مع انتقال المزيد من الناس إلى الأسواق الرقمية بحثًا عن فرص عمل جديدة أو مصدراً للدخل الإضافي أثناء فترات عدم الاستقرار الاقتصادي الحالية، زادت شدة المنافسة داخل السوق الإلكترونية. يجد العمال المستقلون وأصحاب المشاريع الصغيرة صعوبة أكبر للحفاظ على موقعهم في ظل الكم الهائل من المهنيين المؤهلين الذين أصبحوا متاحين الآن لأول مرة بسبب ظروف البطالة الناجمة عن الوباء.
2. تحديات التواصل والتفاعل الاجتماعي:
يتطلب العمل الحر غالبًا مستوى عالٍ من العلاقات الشخصية والثقة مع العملاء المحتملين. تقدم الاجتماعات الفعلية وجلسات بناء الفريق والشراكات التجارية الفرصة لتعزيز تلك الروابط وتأسيس الثقة بطرق لا يمكن تكرارها مباشرة عبر الرسائل البريدية أو المحادثات المرئية. يتسبب فقدان القدرة على عقد اجتماعات شخصية فعلياً في تعويض بعض هذه الخسارة في التواصل الشخصي، مما قد يؤثر سلبياً على قدرة الفرد لجذب عملاء جدد والحفاظ عليهم خلال فترة الجائحة.
3. قلق الأمن السيبراني:
بمجرد التحول الكلي نحو المنصات الرقمية، ازداد المخاطر المرتبط بالأمان والاستخدام غير المصرح به للمعلومات الخاصة بالشركة بشكل ملحوظ. تواجه الشركات العاملة بشكل رئيسي عبر شبكة الانترنت خطر سرقات الهوية وانتحال البيانات والمعلومات المالية الأخرى أكثر مما كانت عليه قبل ظهور كوفيد -١٩ .
الفرص المطروحة:
على الرغم من وجود العديد من العقبات، فإن هناك أيضًا عدة فوائد نتجت عنها جائحة كورونا فيما يتعلق بسوق العمل الرقمي:\
\
4. توسيع نطاق الوصول العالمي:
سمحت التقنيات الحديثة للأعمال بأن تصبح عالمية المعالم حقا، حيث يستطيع الأفراد الآن تقديم خدماتهم لعملاء خارج حدود بلدانهم الأصلية. لم يعد مكانك الجغرافي حاجزا أمام تحقيق نجاح تجاري عندما يمكنك ببساطة فتح جهاز كمبيوتر محمول واتصال إنترنت واستهداف جماهير دولية بأكملهِمَ!
5. نمو الطلب على الخدمات اللوجستية والبنية التحتية الناشئة:
تسارع الاعتماد الحديث للتكنولوجيا أدى لتوسيع دائرة مجموعة واسعة من المجالات ذات الصلة مثل إدارة بيانات الذكاء الاصطناعي وإنشاء محتوى الوسائط المتعددة ومراجعة التعليم الإلكتروني والعروض التسويقية المعدة خصيصًا للاقتصاد الجديد "عن بعد". توفر هذه المسارات الوظائف المستقبلية الأكثر شعبية والتي ستصبح ضرورية لكل شركة ترغب باتخاذ دور فعال ضمن بيئة الأعمال الجديدة الناشئة.
وفي النهاية رغم كل التحديات والحواجز المقترنة بتأثيرات جائحة كورونا الواسعة الانتشار إلا أنه تبقى فرصة عظيمة للاستفادة منها وتحويلها لصالح مستقبلك المهنى وذلك بإتباع نهج ذكي ومتكيف تجاه ظروف وقتنا الحالي وما سيحدث لاحقا كذلك !