كُسرتْ رِجلُهُ فقطْ
قصة واقعية أبدع صاحبها في كتابتها أيما إبداع فيقول :
في شهر مارس الماضي كنت خارجًا من المسجد بعد صلاة العصر و دُستُ بالخطأ على طُوُبَةٍ فاختل توازن جسمي فسقطت فانكسرت قدمي
ذهبت للمستشفى و بعد عمل الأشعة شُخِصتْ الحالة على أنها كسر في قاعدة المشطية الخامسة
يتبع
جُبِستْ القدم و الساق حتى الركبة
و أخبرني الطبيب أن الجبس سيستمر من شهر و نصف إلى شهرين
إنا لله و إنا إليه راجعون
ما هذا الذي تقول ؟!
مستحيل
إنها مجرد طوبة صغيرة جاءت تحت قدمي فلم تصدمني سيارة و لم أسقط من مكانٍ مرتفعٍ
مساءُ اليوم نفسه و بعد العودة إلى البيت
يتبع
بدأت تتكشف لي حقائق و تتتابع دروس و عبر ما كنت ألحظها و لا أُلقي لها اهتمامًا كثيرًا
إكتشفت أهمية قدمي للمرة الأولى في حياتي و عظيمُ ما تقدمه لي من خدماتٍ و ما تقوم به من أدوارٍ لم أشعر بها قبل اليوم
صار دخول الحمام مهمةٌ تحتاج إلى تخطيطٍ و تنسيقٍ و ترتيبٍ و تركيزٍ شديدٍ جدًا
الوضوء و الصلاة و قضاء الحاجة صارت مهماتٍ تحتاج إلى ترتيباتٍ خياليةٍ و صعوباتٍ بالغةٍ
فجر اليوم الأول بعد الحادث ذهبت للحمام و بعد ما توضأت سقطت سقطةً في الحمام لا أعرف إلى الآن كيف نجوت منها و لله الحمد فهي سقطة كانت تؤدي للموت أو الشلل
صرت لا أستطيع المكوث بمفردي في البيت
فلابد من وجود من يقوم على خدمتي و رعايتي ولم يعد بإمكان أفراد الأسرة اتخاذ قرارات خروجهم من البيت بمعزل عن هذا التغيير الذي حدث
صار الحمام بعيدًا جدًا و شاقًا و صار المطبخ في قارةٍ أخرى
لأول مرة أستوعب مشاعر من أقعده المرض و مشاعر كبار السن و أتخيل من يعيش وحده