التنمر وما أدراكم ما التنمر.
سأسرد هنا حادثة وأنا في الصف الثاني الإعدادي (الثامن) وما زلت أذكرها جيدًا بتفاصيلها لقوة الأثر الذي خلفته في نفسي وفي نفوس الكثير من طلبة الصف ممن يتعرضون بين حينة وأخرى للتنمر من الطلبة ضئيلي البنية الجسمانية ولا حول ولا قوة فيهم. #لا_للتنمر https://t.co/0gJodzOEPZ
كان معي في الصف طالب (س) وهو متفوق رفيع البنية الجسمانية نوعًا ما حسن المظهر والملامح وحاله كحال بقية الطلبة بتقليعات قصات شعره المنتشرة في تلك الفترة وكان يغلب عليه الهدوء ويجلس في الصف الأمامي ولم أكن قد تحدثت معه كوننا في بداية الفصل الدراسي الأول فكنت أجهله تماما.
ومعي طالب (ر) وكان فوضوي، ضخم البنية، طويل القامة نوعًا ما، ويجلس في الخلف، مستواه العلمي والأخلاقي (صفر) كل ما يفعله حين دخوله الصف وخروجه هو لمس شعر (س) بحركات فيها إيحاءات وإيماءات جنسية وغالبا ما كانت مع كل لمسة من (ر) تصدر أصوات من بعض الطلبة في الخلف تعكس إنبساطهم التام.
وبعدما تكرر اللمس للمرة الثالثة وقف الطالب (س) بمواجهة الطالب (ر) وتوجه له بتحذير في حال تكرارها سيكون رده مختلف. تصاعدت الأصوات من الخلف مستهجنة ومحقرة من تقزيم (ر) أمام الطلبة كونه البطل المغوار والكنج الذي لا يمكن إيقافه فما كان منه إلا الرد على (س) بأنه سيكررها وينتظر رده!
شخصيا حينها غير مستوعب ما حدث وكيف ل (س) الهزيل وذي الملامح الحسنة الذي يظهر عليه اللين وعدم دخوله في مشاجرة أن يوقف الجثة (ر) بوحشيته وقوته الجسمانية وسيطه اللاذع في الصف.!!
هنا وقفت بين نفسي ونفسي منتظرا التكرار الرابع لرؤية ماهية الرد الذي توعده (س).