- صاحب المنشور: حسناء الصالحي
ملخص النقاش:
في عالم اليوم الذي يتسم بسرعة التغير الرقمي وتوجه الناس نحو مشاركة حياتهم عبر الإنترنت, لم تعد معايير الجمال ثابتة كما كانت سابقاً. لقد غيرت وسائل التواصل الاجتماعي - خاصة المنصات مثل Instagram وTikTok - الطريقة التي ننظر بها إلى الجمال وكيف نحاول الوصول إليه. هذه المنصات ليست مجرد أدوات للتواصل الاجتماعي؛ إنها أيضًا منصات تعرض مجموعة واسعة من "معايير" الجمال العالمية.
التأثير الأول: الصور المُعالجة رقميًا
أصبحت الصورة المثالية مُعيارًا جديدًا للجمال. من خلال الفلاتر والبرمجيات المتطورة، يمكن للمستخدمين تحويل صورهم الشخصية لتبدو مثالية تمامًا. هذا القدرة على التحكم الرقمي في الشكل قد عزز الاعتقاد بأن كل شيء قابل للتحسين. لكن هذا النوع من العرض الواقعي ليس حقيقيًا دائمًا ويمكن أن يؤدي إلى الشعور بالنقص وعدم الرضا عن الذات لدى البعض.
التأثير الثاني: التركيز على الأنماط والموجهات
يتضح تأثير آخر لوسائل الإعلام الاجتماعية في كيفية تعزيز بعض الأنماط الخاصة بالجمال. الأفراد الذين يمتلكون سمات محددة أو ينتمون لأعمار معينة أو جنس معين غالبًا ما يتم عرضهم أكثر مما يعكس ذلك كنوع من المعايير الجديدة. وهذا قد يشجع الآخرين على اتباع نفس الاتجاه وقد يتسبب في ضغط اجتماعي كبير.
التأثير الثالث: الهوية والتعبير عن الذات
من ناحية أخرى، توفر وسائل التواصل الاجتماعي مساحة للأفراد لاستكشاف هويتهم وتعبيراتهم الفردية حول الجمال بطريقتهم الخاصة. الأشخاص الذين كانوا يعتبرون أقل تقاليدياً في الماضي أصبحوا الآن جزءا أساسيا من الحوار العام بشأن الجمال. هذا يتيح فرص أكبر للاحترام والتسامح فيما بين الثقافات والأجيال المختلفة.
الاستنتاج
إن إعادة تعريف الجمال في زمن وسائل التواصل الاجتماعي هي عملية متعددة الأبعاد تتطلب دراسة عميقة وفهمًا دقيقًا لها الآثار الإيجابية والسلبية المحتملة. بينما تتيح لنا هذه الوسائل التعرف على وجهات نظر متنوعة ومتعددة، إلا أنه يجب علينا جميعاً العمل نحو تحقيق صورة صحية وأكثر توازنًا لما يعني كون المرء جميلًا.