اسم الله "الحكيم" يحمل العديد من المعاني الغنية، والتي تنصب جميعها حول طبيعة حكمته تعالى ودقة تنظيماته في الكون. وفقاً للتفسيرات الدينية، يشير "فعلول" إلى المبالغة في الصفة، ويقدم ثلاثة تفاسير رئيسية لهذا المصطلح فيما يتعلق بالله عز وجل:
التفسير الأول: الحاكم، حيث يكون الله هو الحاكم المطلق لخلقه. لا يمكن لأحد تحدي أو تغيير أحكامه سواء كانت قوانين الطبيعة أم الأحكام الشرعية. يؤكد القرآن الكريم هذه الحقيقة في آيات مثل (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ) [سورة الأنعام، الآية 57] و(والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب) [سورة الرعد، الآية 41].
التفسير الثاني: محكم الأمور وخالقها بكفاءة واحترافية عالية. كل جزء وكل عمل في الكون تم صنعه بدقة وكمال. يقول القرآن الكريم: (صنع الله الذي أحسن كل شيء خلقَه إنه خبير بما تعملون) [سورة النمل، الآية 88].
التفسير الثالث: ذي الحكمة، فالله ليس مجرد مصدر للحكمة ولكنه أيضاً صاحب الحكمة الأعلى. تصريفاته وأوامره ليست عشوائية ولكن مدروسة بعناية. كما ذكر ابن الأثير: وقيل: الحكيم: ذو الحكمة.
ومن هنا، توضح التفاسير أن أسماء الله تعبر عن صفاته المتفردة والتي تتضمن عناصر مختلفة ومترابطة. بهذا السياق، يمكن اعتبار "الحكيم" شاملاً لكل هذه الأفكار مجتمعة، مما يعكس التزام الله بالحكمة والإتقان والتوجيه المثالي للأفعال في العالم.