في مسألة الدفن والتوديع للأحباء المتوفين، هناك أحاديث نبيلة تحث المسلمين على اتباع سنّة النبي صلى الله عليه وسلم. رغم أن بعض الروايات التي تتضمن تفاصيل محددة مثل الدعاء أثناء وضع الجثمان في المقبرة قد يكون سندها غير قوي حسب علماء الحديث، إلا أنه يوجد توافق عام على مجموعة من الأمور المستندة إلى سنة الرسول الكريم.
يتوجب المسلمون سرعة نقل الميت إلى مثواه الأخير وعدم التأخير قدر الإمكان، بينما يجب أيضاً تجنب التحنيط أو التعذيب للجسد قبل دفنه. ينبغي للمصلين حين يحضر الميت للمقبرة أن يقولوا دعاءً خاصاً وهو "بسم الله وعلى ملة رسول الله". وهذا الأمر ثابت عن الصحابي الجليل ابن عمر رضي الله عنهما حيث سمعه منه صحابة آخرون وأقرّه بأنّه مما علمه له الرسول صلى الله عليه وسلم.
كما يُستحب قراءة آيات قرآنية معينة بالقرب من رأس وقبر المتوفي كتلك الموجودة بداية وخاتمة سورة البقرة لما لها من فضائل عظيمة وكرامة للقارئ والمسموع. ومع ذلك، فإن هذه التفاصيل الخاصة بكلمات معينة ليست محل اتفاق بين المؤرخين الإسلاميين وقد تم تصنيفها ضمن الأدعية الموقوفة والتي لم تُسبق بإسناد صحيح للتواتر.
ومن المهم التنويه هنا أنّ أفضل طريقة لإكمال النسك بشكل شرعي هي الاستناد لأحاديث صحيحة ومتفق عليها وتجنب الأحكام المبنية على أدلة ضعيفة. وبالتالي، فالتركيز ينصب نحو التعليمات العامة والأعمال المشتركة والثابتة بدلاً عن التفاصيل الجزئية المحتمل اختلافها. وفي النهاية، هدفنا جميعًا هو فعل كل ما أمرتنا به شريعته جل وعلا باحترام ودقة واحتساب جزيل الثواب لدينا يوم القيامة.