#ثريد
(سرد بحثي شامل – فضّل التغريدة كمرجع)
?كيف ولماذا بدأت الخلافات الروسية مع أوكرانيا والغرب؟
?ماذا يريد الطرف الروسي والأوكراني والغربي؟
?ما هي المسارات المتوقعة للخروج من الأزمة؟
?الحرب العالمية الثالثة في مصلحة من؟ من المسبب الحقيقي لها؟ ومن يحاول فعلا تجنبها؟
?ما هي استراتيجية الضربة النووية الاستباقية؟
?ما هي أساليب الردع المتبعة لتلافيها؟
?ما هي احتمالات اندلاع حرب عالمية نووية؟
?ما هي مستويات الحرب النووية حال اندلاعها؟
?ما هو رد حلف النيتو في حال استخدم بوتين السلاح النووي في أوكرانيا؟
?هل نعيش اليوم مرحلة الحرب الزائفة في الحرب العالمية الثالثة؟ ومتى قد تحول إلى حرب مباشرة؟
نناقش هذه الأفكار في التقرير التالي:
أصل المشكلة الروسية الأوكرانية:
بداية إن الحروب بالعموم تهدف إلى تحقيق المكاسب السياسية التي كانت الأطراف تتفاوض سلميا حولها قبل اندلاع الحرب، كما يقال: إن الحرب هي "ممارسة السياسة بشكل عنيف" إذ لا يسعى أي طرف عندما يبدأ حربا إلى إنهاك نفسه لأجل تدمير عدوه واستمرار الحرب إلا ما لا نهاية، بل إن الحرب ضرورة ملحة كالدواء للمريض، يؤخذ برضاه على مرارته للضرورة القصوى بهدف الشفاء من هذا المرض، ولهذا بدأت روسيا الحرب، وأرغمت على تجرّع هذا الدواء المرّ، فما الداء الروسي وما تفصيل الدواء في الأزمة مع الغرب؟ إذا شخّصنا المشكلة ما قبل الحرب بدقة، توصلنا إلى نتائج سليمة حول مآلات أي مفاوضات قد تحصل لاحقا بين الأطراف المتحاربة، وتوقعنا بسهولة متى يمكن أن يتفق الطرفان على حل وسط بناءا على مستجدات الموقف الميداني.
أصل المشكلة:
المشكلة في أوكرانيا تتألف من شقين:
أ- مشكلة روسية غربية حول النفوذ الجيوسياسي شرق أوروبا.
ب- مشكلة روسية داخلية بين موسكو وكييف.
تشخيص المشكلة الأولى:
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي تلقى الروس وعودا من النيتو بعدم التمدد شرقا باتجاه حدود موسكو (ولا إنش واحد) وذلك في تفاهم دولي حول الأمن المشترك، ثم ظهر جليا للناس أن ما وعد به الغرب روسيا ما هو إلا كمواعيد عرقوب، وأحاديث مسيلمة.
قام النيتو بضم دول كانت في السابق تدور في فلك موسكو، وتتبع لنفوذها شرق أوروبا، في لحظة ضعف الأمة الروسية وانكفائها على نفسها عقب تفكك الاتحاد السوفييتي، فكان هذا هو التصعيد الأول من جانب الغرب دفعا باتجاه الحرب.
مع تسلم بوش الابن بدأت الولايات المتحدة بفكرة إنشاء الدرع الصاروخي الأمريكي وهو نظام دفاع جوي متكامل يتم فيه بناء شبكات من أنظمة دفاع جوي أرضية في نقاط جغرافية عدة بحيث يكون قادرا على إسقاط أي صاروخ بالستي عابر للقارات يستهدف أراضي الولايات المتحدة الأمريكية أو حلفائها. خلق هذا التصعيد انعكاسات على المستوى العالمي شبيهة بأجواء الحرب الباردة لأن هذا النظام يعمل على الإخلال بالتوازن الاستراتيجي الدولي بشكل لا يمكن قبوله من قبل الصين وروسيا، إذ إنه يوفر للولايات المتحدة تفوقا استراتيجيا غير مسبوقا بينما تبقى الدولتان مكشوفتي الظهر فعليا، فباستخدام هذا النظام تستطيع الولايات المتحدة إسقاط أي صاروخ بالستي ينطلق إليها من الصين أو روسيا بينما لا تستطيع أي من هاتين الدولتين إسقاط الصواريخ الأمريكية بنفس مستوى التهديد، وهذا اختلال في الميزان الاستراتيجي الدولي لم يحصل منذ حقبة الحرب العالمية الثانية، ضج العالم حينها بهذا التصعيد الأمريكي، وحتى الصحف في الهند واليابان آنذاك وجهت انتقادات لسياسة بوش الخاصة بالدرع الصاروخية، كصحيفة أساهي شيمبون اليابانية التي قالت في افتتاحيتها:
"إن النظام المقترح ليس درعا بل رمحا وعلينا كشركاء لأميركا أن نوضح لها ذلك بجلاء".
ببساطة هذا النظام مخالف لاتفاقية الحد من انتشار الصواريخ البالستية لأن الاتفاقية التي وقعت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي سنة 1972 كانت قد حظرت إقامة مثل هذه الشبكات الدفاعية وأبقت الأجواء مفتوحة ومعرضة للهجوم المتبادل وذلك كوسيلة ردع لكل الدول، حيث لا تقدم أي دولة على استخدام صواريخ بالستية عابرة للقارات خشية أن يتم الرد عليها بالمثل من قبل الدولة التي تعرضت للهجوم، أما الآن فنظريا تستطيع الولايات المتحدة أن تقدم على ذلك دون الخوف من أي انتقام من النوع نفسه.
بدأت الولايات المتحدة بنشر منظومات الدرع الصاروخي في قواعدها في كل من: بلجيكا، وهولندا، وانجرليك في تركيا، وإيطاليا، ورامشتاين في ألمانيا، وأكثر من 6 قواعد في بولندا، ثم تبعها قاعدة في رومانيا... https://t.co/57YitWG6oD