بالنظر إلى الآراء المتنوعة بين علماء المسلمين حول موضوع الدعاء باللغة غير العربية خلال الصلاة، تبقى مسألة قبول الأدعية المقدمة بلغتهم الأصلية قضية حساسة ومعقدة. بشكل عام، يُعتبر استخدام اللغة العربية موضع تقدير كبير بسبب ارتباطها الوثيق بالإسلام نفسه وكلمات القرآن الكريم. ومع ذلك، هناك حالات خاصة تستدعي المرونة تجاه هذا الأمر.

وفقاً لأغلبية آراء الفقهاء، يرى البعض مثل الحنفية والمالكية حظر الدعاء باللغة الغير عربية تماماً أثناء الصلاة. بينما يؤكد آخرون منهم الشافعية والحنابلة على ضرورة استخدام العربيات فقط للأدعية الثابتة أو المأثورة. ولكن بالنسبة للأدعية الشخصية التي يتم اقتراحها بحرية والتي لا تشمل أي محتوى محظور حسب القانون الإسلامي (مثل التحريض على العنف أو عدم احترام الأشخاص)، فقد تم الترحيب بها حتى ضمن حدود الصلاة نفسها.

إن مفتاح فهم هذا الموضوع هو الاعتراف بأنه يجب مراعاة السياقات الثقافية والخلفية اللغوية لكل فرد مسلم عند تحديد كيفية توصيله لدعائه إلى الله عز وجل. حيث أكدت العديد من الروايات النبوية أهمية صدق القلب وحضور الذهن خلال عملية التضرع وليس مجرد براعة التعبير اللفظي كما ذكر أحد مشايخ السنة "شيخ الإسلام" عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن مقبل الأنصاري السلمي الشهير باسم ابن تيمية الذي قال إن الله سبحانه وتعالى يستمع لصوت المؤمن بغض النظر عن قدرته اللغوية طالما أنها ليست مليئة بالنفاق أو تحتوي على أمور مذموم طلبه كالقطيعة وصلة الرحم الخبيثة.

وفي النهاية، يبدو واضحاً وجود توافق نسبي حول سماح المجتهدين بتقديم طلبات حاجتهم بلغتهم الأم داخل نطاق عبادة الصلاة مادامت خالية مما يخالف الشريعة الإسلامية أو تخالف العقيدة الإسلامية عموما. بالإضافة لذلك، فإن اختيار اللهجة العامية أو أي لغة أخرى non-Arabic عندما يتعلق الأمر بالمناشدات الشخصية لا يعد انتهاكا للشرائع الدينية بإذن الله طالما اتسمت تلك المناشدات برؤوف وخالي من الموانع الأخلاقية والتعبدية.