بناء منازل المستقبل: توجيه شرعي حول تركيب أسلاك التلفزيون والمرافق الحديثة

في سياق مشاريع البناء والتطوير العقاري الحديثة، يسعى العديد من المقاولين لتلبية احتياجات العملاء ومتطلبات الحياة المعاصرة. أحد هذه المتطلبات المتزايدة

في سياق مشاريع البناء والتطوير العقاري الحديثة، يسعى العديد من المقاولين لتلبية احتياجات العملاء ومتطلبات الحياة المعاصرة. أحد هذه المتطلبات المتزايدة هي توفير شبكات الاتصال والإعلام داخل المنازل، والتي تشمل الأنابيب الخاصة بتوزيع مياه الشرب، كابلات الكهرباء، بالإضافة إلى الكابلات المحلية LAN وتلك المرتبطة ببث الأقمار الصناعية.

بالنظر إلى الآليات الشرعية لهذه المسألة، يمكن القول بأن عملك ليس محرماً طالما كنت تقوم فقط بتركيب هذه الكابلات بدون معرفة دقيقة بنية مشتري المنزل النهائية لاستخدام تلك المواقع. يقول فقهاء الإسلام إنه "لا حرج" عليكِ طالما أن النية غير معروفة للمشتري فيما يخص الاستعمال الشرعي وغير الشرعي للأجهزة اللاسلكية أو الأقمار الصناعية. فقد شدد علماء الدين على ضرورة عدم التحريم عندما يكون الغرض الأصلي مجهولا لدى البائع.

ومن الجدير ذكره هنا رأي الشيخ ابن قدامة حيث أكد بأنه حتى لو عرف البائع نيّة المشتري المحتملة للاستعمال في الأمور الحرام -مثل استقبال قنوات تلفزيونية تحمل محتوى غير مناسب- يجب حينئذٍ الامتناع عن التعامل التجاري. أما بالنسبة لحالتكم وهي حالة عدم اليقينية بشأن استخدام المشتريين المحتملين، فتكون العملية التجارية قانونية ولا يوجد بها مانع شرعي.

وأخيراً، تجدر الإشارة أيضاً لقواعد عامة تتعلق بكل ما يعتبر وسيلة ممكنة للإثم والمعصية حسب الرأي العام للمفسرين. وبالتالي، يتم اعتبار جميع المنتجات والقنوات ذات الدلالة الواضحة على الاستغلال في الأعمال الضارة باعتبارها مكروهة ومحرمة طبقا للقوانين الإسلامية. ومع ذلك، وفي السياق الحالي الخاص بك، حيث التركيز الرئيسي هو تقديم الخدمات التقنية وليس تحديد محتوى المستخدم المستقبلي، لا يوجد سبب لاعتباره أمرًا ممنوعاً وفقاً للشريعة الإسلامية.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات