(ذكر جُمل من أخلاقه -صلى الله عليه وسلم)
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعبد الناس ، قام في الصلاة حتى تفطرت قدماه ، وكان أزهد الناس ؛ لا يجد في أكثر الأوقات ما يأكل ، وكان فراشه محشواً ليفاً ، وربما كان كساء من شعر.
وكان أحلم الناس يحب العفو والستر ويأمر بهما ، وكان أجود https://t.co/mVPoz8uVPy
الناس ؛ قالت عائشة: "كان عند النبي -صلى الله عليه وسلم- ستة دنانير فأخرج أربعة وبقي ديناران ، فامتنع منه النوم ، فسألته ، فأخبرها ، فقالت: "إذا أصبحت فضعها في مواضعها" ، فقال: "ومن لي بالصبح"" ؛ وما سُئل شيئاً قط فقال: لا.
وكان أشجع الناس ؛ قال علي: "كنا إذا احمرّ البأس اتّقينا
برسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أقربنا إلى العدو".
وكان متواضعاً في شرفه وعلوّ محله ؛ كانت الوليدة من ولائد المدينة تأخذ بيده في حاجتها ، فلا يفارقها حتى تكون هي التي تنصرف ؛ وما دعاه أحد إلا قال: "لبيك".
وكان طويل الصمت ، ضحكُهُ التبسّم ، وكان يخوض مع أصحابه إذا تحدثوا ، ...
فيذكرون الدنيا فيذكرها معهم ، ويذكرون الآخرة فيذكرها معهم ؛ ولم يكن فاحشاً ، ولا يجزي السيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح ؛ قالت عائشة: "ما خُيّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً أو قطيعة رحم ؛ فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه ، وما ضرب امرأة
قط ، ولا ضرب خادماً ، ولا ضرب شيئاً قط ، إلا أن يجاهد".
وقال أنس: "خدمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين فما سبني قط ولا ضربني ولا انتهرني ولا عبس في وجهي ، ولا أمَر بأمْر فتوانيتُ فيه فعاتبني ، فإن عَتب أحد من أهله ؛ قال: "دعوه فلو قدر لكان".
وكان أشد الناس لطفاً ؛ وقالت