- صاحب المنشور: حمادي العسيري
ملخص النقاش:في عصرنا الحالي، لعبت التكنولوجيا دوراً مؤثراً كبيراً في حياة الإنسان، خاصة بين الفئة العمرية الشابة. بينما توفر التقنية العديد من المنافع مثل سهولة التواصل والإيصال المعلومات بسرعة كبيرة، إلا أنها قد تسبب أيضاً تحديات جديدة وصعبة بالنسبة للصحة النفسية للمراهقين. وفقاً لدراسات حديثة، فإن الاستخدام الزائد للأجهزة الإلكترونية يمكن أن يؤدي إلى زيادة الشعور بالقلق والاكتئاب وتأثيرات سلبيه أخرى على الصحة العقلية للشباب.
التعرض المستمر للمعلومات:
يمكن للتدفق المستمر للمعلومات عبر وسائل الإعلام الاجتماعي وغيرها من المنصات الرقمية أن يخلق حالة من القلق الدائم. حيث يواجه المراهقون باستمرار ضغوطًا لتلبية معايير المجتمع الافتراضي المثالية التي غالبًا ما تكون غير واقعية. هذا الضغط المتزايد لتحقيق الكمال عبر الإنترنت يمكن أن يساهم في مشاعر عدم الثقة بالنفس وانخفاض تقدير الذات. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر كبير يتعلق بمحتوى بعض المواقع والذي قد يعرض الشباب لمضامين خطرة أو تشجيعهم على أفعال مضرة بصحة نفسية وجسدية.
الإدمان والتفاعل البشري:
الألعاب الإلكترونية والتطبيقات الاجتماعية تعتبر جاذبة للغاية ويمكن أن تؤدي بسهولة للإدمان. عندما يقضي المرء وقت طويل أمام الشاشة، فإنه يفوت فرص التفاعل الحقيقي مع الآخرين وبناء علاقات اجتماعية قوية والتي تعد ضرورية لتنمية المهارات الاجتماعية والصحة النفسية الصحية. تقليل العلاقات الإنسانية الشخصية يمكن أيضا أن يزيد من الوحدة والعزلة الاجتماعية - عوامل ثبت أنها مرتبطة بانخفاض مستويات الصحة العقلية.
تأثير النوم والساعات الذهنية:
الإضاءة الزرقاء المنبعثة من الأجهزة الإلكترونية تعيق إنتاج الجسم للهرمون المساعد للنوم "الميلاتونين"، مما يؤثر سلبيا على جودة نوم الأفراد. الحرمان من الراحة والنوم الجيد مرتبط ارتباط وثيق بالأمراض النفسية بما في ذلك الاكتئاب واضطرابات القلق الأخرى. كذلك، يشكل استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة الأخرى قبل النوم مصدر اضطراب ذهني دائم بسبب الكم الهائل من الرسائل والملاحظات الواردة خلال الليل والتي تستنزف الطاقة العصبية للدماغ أثناء محاولته للاسترخاء والاستعداد للنوم.
الحلول المقترحة:
لتقييم هذه المشاكل المحتملة، ينبغي وضع حدود زمنية لاستعمال الأجهزة الإلكترونية وإنشاء بيئات أكثر دعمًا وتعاطفا داخل الاسر والمجتمعات المدرسية لمساعدة المراهقين على تطوير نظم صحية رقمية وعادات أفضل للعناية بأنفسهم عقليًا وجسمانيًا. كما يجب التركيز أيضًا على تعزيز الثقافة المرتبطة بنمط الحياة الأكثر نشاطًا جسديًا وإعادة الاتصال بالعالم الخارجي الطبيعي بطرق متنوعة وخلق المزيد من الفرص للأنشطة الاجتماعية الصفية والخارج الفصل الدراسي لما لذلك من فوائد هائلة للرفاه النفسي