نعم، وفقًا للشريعة الإسلامية، تصلّي المرأة بكشف وجهها وكفيها أثناء أداء الصلاة. ولكن هذا لا يعني أنها تستطيع أن تُظهر تلك الأجزاء من جسمها أمام الغرباء خارج نطاق الصلاة. فاللباس المناسب للعورة مطلوب في جميع الأحوال، بما فيها الصلاة وخارجها.
هذا التمييز بين الملابس الخاصة بالصلاة والملابس اليومية يرجع لطبيعة المكان والوضع. بينما تشدد الشريعة على أهمية الستر خلال الصلاة، فهي تسمح أيضًا بمزيد من الحرية عندما تكون المرأة في مكان خاص مثل المنزل أو برفقة المحرمين. هدف هذه التوجيهات هو تحقيق توازن بين احترام خصوصيتها الشخصية واحترام الدين العام.
وفيما يتعلق بثياب الصلاة نفسها، تتطلب الشريعة العربية الحد الأدنى من الستر. لذا، تحث المرأة على ارتداء ملابس تخفى شكل عظامها لمنع أي فتنة محتملة داخل المجتمع. الفرق واضح هنا؛ حيث يتم التركيز بشكل أكبر على منع الفتنة حين تكون حول غرباء، بغض النظر عن كونهم رجالاً أم نساءً. كما سلطت آراء عدد كبير من علماء الدين الضوء على هذا التفريق، مؤكدين أنه رغم عدم وجود رابط ضروري بين "عورة" الصلاة والعورة بالنسبة للعين البشرية، إلا أن هناك توجيهات واضحة بشأن كيفية التصرف في كل حالة خاصة.
على سبيل المثال، بينما يشترط النبي محمد صلى الله عليه وسلم اختمار المرأة (أي تغطية رأسها) أثناء الصلاة، ليس بمطلوب منها القيام بذلك خلف أبواب منزلها أو بين أقارب محارمها. وبالمثل، يحظر الدين الكشف المتعمد لباقي الجسم باستثناء الوجه والكفين أثناء الصلاة، ولكنه يسمح بالحجاب الجزئي لهذه المناطق حسب الرغبة والتقاليد الثقافية. وهكذا، تبقى تعاليم الدين متلائمة ومتسامحة تمامًا مع الواقع المعاصر للحياة الاجتماعية والثقافية المختلفة للأفراد والمجموعات الدينية.
