- صاحب المنشور: نسرين الرشيدي
ملخص النقاش:لقد أدت جائحة كوفيد-19 إلى تحولات جذرية في الاقتصاد العالمي لم يشهدها العالم منذ الكساد الكبير. هذه التحولات قد أثرت بشدة على الأسواق المالية وأعادت تشكيل القطاعات الصناعية بطرق غير مسبوقة.
منذ بداية الوباء, شهدنا تراجعا اقتصاديا هائلا حيث أغلقت العديد من الشركات أبوابها أو تكافحت لتبقى عاملة بسبب تداعيات الفيروس الصحية والاستراتيجيات الوقائية التي فرضتها الحكومات حول العالم مثل الإغلاق الجزئي أو الكلي للحركة التجارية والسفر الجوي والبحرى. وقد صاحب ذلك انخفاض حاد في مؤشرات البورصة العالمية وفقدان الثقة بين المستثمرين الذين لجأوا إلى الأصول الأكثر سلامة مثل الذهب والأوراق المالية الأمريكية.'
تأثير على قطاعات معينة
- الصحة: زاد الطلب بشكل كبير على المنتجات والمعدات المتعلقة بالرعاية الصحية مثل الأقنعة الطبية والأجهزة التنفسية وأدوات الاختبار مما أدى لنمو قطاع الرعاية الصحية رغم الظروف الصعبة.
- التكنولوجيا: شهدت شركات التكنولوجيا نموا ملحوظا نتيجة للتوجه نحو العمل عن بعد والتجارة الإلكترونية. أدوات التواصل الرقمي وتطبيقات التعليم عبر الإنترنت حققت نجاحاً كبيراً.
- الزراعة: تعرضت سلاسل التموين الغذائي للاضطراب بسبب القيود المفروضة على الحركة البشرية. وهذا دفع الزراعة المحلية والإقليمية لتحقيق المزيد من الاستقلالية والقدرة على التعافي بسرعة أكبر من العواقب الاقتصادية للجائحة.
- السياحة والسفر: تأثرت هذين القطاعين بصورة مباشرة وبشكل عميق خلال فترة انتشار كورونا. فقد كان للسفر الدولي والعابر قيود صارمة واستمر الأمر حتى الآن مع عدم وجود حل واضح للمشكلة.
مع استمرار جهود تطوير لقاح ضد هذا المرض، هناك آمال بأن يعود الاقتصاد العالمي تدريجياً للانتعاش مرة أخرى وأن تعود بعض القطاعات المتضررة للشغل بكامل طاقتها. ولكن التأثيرات طويلة المدى لهذه الفترة ستظل واضحة لأجيال قادمة وستغير طريقة تفكيرنا حول الأمن الغذائي والصحي وكذلك قوة الروابط الدولية.