- صاحب المنشور: عماد بن عبد الكريم
ملخص النقاش:
باتت تقنيات الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، لكن مع هذا التطور السريع تأتي تحديات ملحة تتعلق بالأمن والخصوصية. يهدف هذا المقال لاستعراض هذه القضايا وتأثيرها المحتمل على المجتمع.
الأمان في عهد الذكاء الاصطناعي
مع تزايد الاعتماد على الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، زادت المخاوف بشأن الثغرات الأمنية. الكم الهائل من البيانات التي يتم جمعها واستخدامها قد يشكل تهديدًا كبيرًا إذا لم يتم التعامل معه بحذر شديد. يمكن للمعلومات المشفرة أو الأساليب المتقدمة للتعلم الآلي أن توفر حماية ضد الاختراقات ولكن أيضاً تحتاج إلى تدابير مضادة قوية لتفادي الاستغلال الخبيث لها. مثال واضح لذلك هو حالات اختراق الشبكات المالية الكبرى حيث استخدم المجرمون خوارزميات تعلم آلية لتحليل الأنماط والاستهداف الدقيق.
الخصوصية والمسؤولية الشخصية
تساهم الشركات والمؤسسات الحكومية بصورة متزايدة في تطوير وتحسين نماذج الذكاء الاصطناعي باستخدام بيانات شخصية غير محمية بشكل كامل. رغم وجود قوانين مثل قانون حماية البيانات العامة (GDPR) وغيره والتي تحاول تنظيم استخدام تلك المعلومات إلا أنها غالبًا ما تكون غير كافية لحماية الخصوصية الفردية. كما يتسبب ذلك في نقاش حول المسؤولية الأخلاقية للأجهزة ذات الذات الذكية؛ هل تعتبر القرارات التي تتخذها هذه الأجهزة مسؤوليتها أم مسؤولية مصمميها؟
التوازن بين الإنجاز والتقييد
بينما نرى فوائد كبيرة لهذه التقنية في العديد من الصناعات - بدءًا من الرعاية الصحية وانتهاء بمجالات البحث العلمي – فإن هناك حاجة ماسة لإيجاد توازن بين تقدم الذكاء الاصطناعي وبين الضوابط اللازمة لضمان عدم انتهاكه للحريات المدنية. ويبدو أنه ينبغي العمل على وضع تشريعات عالمية أكثر دقة وقدرة على مواجهة التحديات الناشئة ضمن مجال القانون الدولي الخاص بهذا النوع من التقنية الجديدة نسبيا والذي لم يكن موجودا عندما كتبت معظم التشريعات الدولية المعاصرة حاليًا.
ختاماً، إن مستقبل الذكاء الاصطناعي مليء بالإمكانيات والإشكاليات أيضًا. فالحفاظ على سلامته وأمانه أمر حيوي لمنعه من التحول لجهاز سلبي عوضاً عنه كأداة مفيدة للإنسانية جمعاء.