في الإسلام، يُمكن للمسلم أن يدعو الله بطريقة مفصلة عندما تكون لديه حاجة معينة ويربط هذه الحاجة بفترة زمنية محددة. فعلى سبيل المثال، قد يقول شخص: "اللهم ارزقني منزلاً مباركاً في المدينة بحلول الصيف المقبل". ومع ذلك، فإن التركيز على التفاصيل الدقيقة للغاية -مثل تحديد موقع الشقة أو توقيت الوصول بالساعة- ليس مستحبًا بشكل عام.
هذا النوع من التفصيلة المُفرطة يمكن اعتباره شكلًا من أشكال المبالغة التي تخالف جوهر الآداب الإسلامية في عملية الدعاء. فقد ثبت عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تشجيعه لأسلوب الكلمات البسيطة الوافية المعنى والتي تجمع بين الخيرين للدين والدنيا. كما أكدت العديد من الاحاديث النبوية الحذر من غلو التفاصيل الزائدة في الدعاء لما لها من احتمال التعرض للغضب الرباني بسبب تجاوزه الحد المناسب.
الأفضل دائماً الرجوع للأمثلة القرآنية والأحاديث النبوية حيث نرى بساطة واسلوب جامع في أدعية الأنبياء والصالحين الذين اتبعوا نهجه. إنها توحي بأن ترك اختيار الوقت والتوقيت الدقيق لحياة الانسان والخير المستقبلي لكامل ثقة واحترام لقضاء الله وحكمته. حتى لو كانت هناك ضرورة ملحة لفترة زمنية معينة، يكفي فقط مطالبة الله بتوجيه القدر نحو المنفعة والحكمة وليس مجرد المطابقة الدقيقة للتوقع الشخصي.
وفي النهاية فإن روح الاستسلام والثقة بكرم الله وعدله هما الأعظم عندما نتوجه إليه بخشوع ورغبات متوازنة ومتوازنة.
