يمكن للمرأة التي تعاني من تشوهات خلقية محتملة بسبب خلل جيني أن تخضع لتحليل جيني لتحديد طبيعة المرض ومدى إمكانية انتقاله وراثياً. هذا الإجراء مشروع ومطلوب لما فيه من مصلحة ودرء للمفسدة، وفقاً للفتوى.
إذا تبين وجود خلل جيني، يجوز لهذه المرأة الزواج، حتى مع احتمال انتقال المرض وراثياً، بشرط إعلام خاطبها بمرضها. الزواج مباح شرعاً لتحقيق العفة والسكن والمودة، والإنجاب أيضاً مقصد مهم من النكاح، ولا يعارضه احتمال إصابة الولد، لأن ذلك في علم الله. ومع ذلك، إذا غلب على الظن ولادة طفل مشوه باحتمال كبير، يمكن للزوجين الاتفاق على عدم الإنجاب أو إسقاط الجنين إذا ثبت تشوهه قبل نفخ الروح فيه.
يجب إعلام الخاطب بوجود هذا الخلل، حيث يعتبر ذلك عيباً يجب بيانه إذا كان يؤثر على الحياة الزوجية أو الإنجاب أو ينفر أحد الزوجين من الآخر. إذا علم الخاطب بالعيب ورضي بالزواج، فلا حرج، مهما كان المرض.
في حالة عدم اليقين الكامل بشأن انتقال المرض وراثياً، يمكن اتخاذ الأسباب لتجنب الإنجاب أو إعلام الخاطب بالمرض. ومع ذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الإنجاب حق للأبوين، لذا يجب رضا الزوجة بأمر عدم الإنجاب.
وفي النهاية، نسأل الله أن يشفي هذه المرأة ويعافيها ويرزقها الزوج الصالح والذرية الصالحة.