(ذكر قصة تخلّف كعب بن مالك وصاحبَيه عن غزوة تبوك)
قال البخاري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، أن عبد الله بن كعب بن مالك قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن قصة تبوك ؛ قال كعب : لم أتخلف عن رسول الله ﷺ في غزوة غزاها إلا في غزوة تبوك ، غير أني كنت تخلفت في غزوة.. https://t.co/b3j5kofMPD
بدر ، ولم يعاتب أحدا تخلف عنها ، إنما خرج رسول الله ﷺ يريد عير قريش ، حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ، ولقد شهدتُ مع رسول الله ﷺ ليلة العقبة حتى تواثبنا على الإسلام ، وما أحب أن لي بها مشهد بدر ، وإن كانت بدر أذكَر في الناس منها كان من خبري أني لم أكن قط أقوى ولا
أيسر حين تخلفت عنه في تلك الغزوة ، والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط ، حتى جمعتهما في تلك الغزاة ، ولم يكن رسول الله يريد غزوة إلا ورى بغيرها ، حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله في حر شديد ، واستقبل سفرا بعيدا وعددا وعتادا كثيرا ، فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم ،..
فأخبرهم بوجهه الذي يريد .
قال كعب: فما رجلٌ يريد أن يتغيب إلا ظن أن يستخفي له ما لم ينزل فيه وحي الله ، وغزا رسول الله ﷺ تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال ، وتجهز رسول الله ﷺ والمسلمون معه فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم ، فأرجع ولم أقض شيئا ؛ فأقول في نفسي: أنا قادر عليه فلم يزل
يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجد ، فأصبح رسول الله والمسلمون معه ، ولم أقض من جهازي شيئا ؛ فقلت: أتجهز بعد يوم أو يومين ثم ألحقهم ، فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز ، فرجعت ولم أقض شيئا ، ثم غدوت ، ثم رجعت ولم أقض شيئا ، فلم يزل بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو ، وهممت أن ارتحل فأدركهم -و ...