في الإسلام، نهانا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المرأة أن تسافر بدون محرم، حيث قال: "لا تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ". ومع ذلك، يجيز الدين الإسلامي استثناءات لهذه القاعدة عندما تتوافر ضرورة ملحة أو حاجة ماسة.
إذا كنتِ ترغبين في زيارة أخيك المصاب بالسرطان لتقديم الدعم النفسي والمالي لزوجته أثناء مرضه، يجب عليك الانتباه لنقطتين أساسيتين: حصولك على إذن رسمي بالسفر وعدم وجود خيار آخر لدعم والدتك وزوجتك. بالإضافة إلى تأكد من بلوغ سن ابنك الخمس عشرة عاماً أو الوصول إلى مرحلة البلوغ، حتى يؤدي دور المحرم بشكل صحيح.
على الرغم من أهمية زيارتك لأخيك في مثل هذه الظروف العصيبة، فإن ترك فتياتك وصبيانك في المنزل دون توجيه يمكن أن يشكل مخاطر بيولوجية واجتماعية. لذا، من المستحسن انتظار اكتمال دورة امتحانات أبنائك قبل التفكير في السفر. وبالتأكيد، سيكون التأخر لبضعة أسابيع أفضل بكثير من المخاطرة بتعرض عائلتك للأذى بسبب غيابك.
وفي حين أن مساعدة أخيك مهمة للغاية، إلا أنها ليست ذات أولوية قصوى تشير إليها الأدلة الشرعية باعتباره ظرفاً استثنائياً يدفع للسفر بدون محرم. لذلك، نوصي بالإنتظار حتى يتمكن أحد الأقارب المؤهلين قانونيًا للقيام بهذا الواجب المقدس نيابةً عنك. وفي النهاية، القرار يعود إليك بناءً على تقديرك للحالة وظروف البيئة المحيطة بعائلتك ومحيط عملك. وفقًا لما هو وارد في قول الشيخ ابن تيمية رحمه الله: "الشريعة جميعها مبنية على أن المفسدة المقتضية للتحريم، إذا عارضتها حاجة راجحة: أبيح المحرم." تؤكد هذه المقولة مرونة الشريعة الإسلامية وقدرتها التكيف مع ظروف الحياة المختلفة وحماية الأفراد ضمن حدود شرعية واضحة المعالم.