المراقبة: أساس إيماني لمراقبة الله في السر والجهر

المراقبة، يا أخي الكريم، هي جوهر إيماننا بالله الواحد الأحد. إنها حالة نفسية حيث يشعر المؤمن باستمرار بأنه تحت نظر رب العالمين الذي يرى كل شيء، سواء ك

المراقبة، يا أخي الكريم، هي جوهر إيماننا بالله الواحد الأحد. إنها حالة نفسية حيث يشعر المؤمن باستمرار بأنه تحت نظر رب العالمين الذي يرى كل شيء، سواء كان سرّا أم علانية. هذا اليقين يقود إلى شعور بالإخلاص والتقوى في كل أعمالنا وسلوكياتنا.

وفقاً للأحاديث الشريفة والأيات القرآنية الكريمة، فإن المراقبة تعتبر جزء هام من الإسلام. يقول الله عز وجل في كتابه العزيز "وإنا لنحن نراكم ولا ترونونا"، مؤكدا بذلك أنه عليم بكل ما يحدث وأن البشر غير قادرين على رؤية الرب إلا وهو يرونه. ومن الأمثلة الأخرى حديث أبي هريرة حيث يسأل جبريل النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن معنى الإحسان ليرد عليه الرسول بأن المرء يجب أن يعمل كما لو كان يرى الله، ولو لم يكن يمكن رؤيته فإن الله يراه بالفعل.

هذه الفكرة ليست فقط عقيدة دينية ولكن أيضا عملية تساعد المسلمين لتحقيق الإخلاص والإتقان في أدائهم للعقائد والشعائر الدينية. بالإضافة إلى أنها تعطي دفعة نحو تجنب الذنوب والمعاصي بسبب الشعور بالمراقبة المستمرة من قبل الله.

وفي النهاية، المراقبة تتطلب فهماً حقيقياً لأسماء الله الحسنى مثل "العليم"، "السميع"، "البصير". عندما نفهم تلك الأسماء ونعمل بما يتوافق مع معناها، نحقق فعلياً حالة المراقبة التي تعتبر خطوة أساسية في طريق التسليم التام والتبعية لله جل وعلا.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات