- صاحب المنشور: نيروز الصقلي
ملخص النقاش:
## تأثير الإنترنت على البيئة: قراءة نقدية متعمّقة
إن ظهور الإنترنت كان ثورة تكنولوجية غيرت الطريقة التي نتواصل بها، نعمل، ونستمتع. لكن هذا التحول الرقمي لم يكن خاليا تماما من التكلفة البيئية. يستعرض هذا المقال التأثيرات الإيجابية والسلبية لشبكة الويب العالمية على بيئتنا، مع التركيز على الجوانب الخفية لهذه العلاقة المعقدة بين التكنولوجيا والبيئة الطبيعية.
الطاقة والاستدامة
أحد أكبر المساهمين في البصمة الكربونية للإنترنت يأتي من استهلاك الطاقة. الشركات والمستخدمون الفرديون يعملون بلا كلل لتحميل معلومات عبر الشبكات الضخمة تحت المياه والبنية التحتية القائمة فوق الأرض. وفقاً لدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا بيركلي عام 2018, فإن الصناعة الإلكترونية تستنزف حوالي 3% من إجمالي استخدام الكهرباء العالمي - وهو رقم يعادل تقريبا الاستخدام السنوي لألمانيا بأسرها. هذه الكميات الهائلة من الطاقة تولد كميات كبيرة أيضا من الغازات الدفيئة مما يسهم بشكل كبير في تغير المناخ.
بالإضافة لذلك, هناك جانب آخر مهم يتعلق بالاستدامة يرتبط بالمعدات نفسها. الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة الأخرى المتصلة تحتاج إلى التصنيع والصيانة والتخلص منها عند نهاية عمر الخدمة. هذه العمليات تتطلب الكثير من المواد الخام والمعادن مثل الكوبالت والنيكل والتي غالبا ما يتم استخراجها بطرق غير مستدامة تؤثر سلبا على الحياة البرية المحلية وتسبب تلوثا كبيرا للمياه الجوفية.
الإيجابيات المحتملة
رغم ذلك, ليس كل شيء مظلم فيما يتعلق بتأثير الإنترنت السلبي على البيئة. العديد من التطبيقات والخدمات المبتكرة تعمل جاهدة لتكون صديقة للبيئة أو حتى تعزز الاستدامة الحقيقية. مثلا، توفر خدمات التعليم الإلكتروني فرصة للتدريب بدون الحاجة للسفر لمسافات طويلة وبالتالي التقليل من انبعاثات الكربون المرتبطة بالنقل الجوي والبري. كما يمكن للأعمال التجارية الصغيرة والمشاريع المستدامة نشر رسائلها عالميا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الأدوات الرقمية بكفاءة عالية وموارد قليلة نسبياً مقارنة بالتسويق التقليدي الذي يستخدم المطبوعات والإعلانات.
وفي بعض الأحيان قد يساعد الوصول الواسع للإنترنت الحكومات والشركات والحكومات الدولية في مراقبة وتحسين بصمتهم الكربونية عبر أدوات تحليل البيانات الحديثة واتخاذ القرارات المبنية على الحقائق بدلاً من الانطباعات الشخصية المجردة.
الحلول المستقبلية
لتقليل الآثار السلبية للإنترنت على الطبيعة، يجب علينا اتخاذ خطوات حاسمة الآن وفي المستقبل القريب:
* تحسين كفاءة الطاقة: تطوير شبكات أكثر فعالية واستخدام طاقة متجددة بنسبة 100%.
* إعادة التدوير وإدارة النفايات electronics: وضع سياسات تشجع صناعة الإلكترونيات لإعادة التدوير الشامل للمواد الأولية ومنع هدر الموارد الثمينة.
* تنفيذ تقنيات تخزين البيانات الجديدة: البحث عن حلول مبتكرة لحفظ البيانات بدون الاعتماد الزائد على مراكز بيانات ضخمة تصرف قدر هائلا من الطاقة للحفاظ عليها باردة ومضاءة باستمرار.
* تشجيع العمل عن بعد وتعليم إلكتروني فعال: جعل الاتصالات الافتراضية هي المعيار الجديد لمنظمات الأعمال العامة والخاصة حيثما أمكن ذلك لتجنب الرحلات اليومية والتجمع المجتمعي داخل المدينة والذي يؤدي غالبًا إلى المزيد من ازدحام المرور وانبعاثات الوقود الأحفوري.
هذه بداية طريق نحو فهم أفضل للعلاقة المعقدة بين العالم الرقمي والعالم الواقعي وكيف يمكننا تحقيق توازن أكثر توافقا بين الاثنين في عصر المعلومات الحالي والقادم!