على عجل تناولت بنطالي الوحيد قبل أن يجف بعد أن منحته استراحة البارحة، ثمّ لبست ذات الحذاء لأذهب إلى حفلة لأحد الأصدقاء
كنت أنيقاً بما يكفي لأكون في مكان خافت في مؤخرة الحفل، حيث لاتصل نظرات الآخرين.
لكن ثمة أمر استوقفني، كنت لا أرغب بالذهاب أبداً بوجه شاحب، ولم أرغب أيضاً باستعارة وجه سعيد!
إنها فكرة فضفاضة أن أرتدي وجهاً بكامله، فكرة ثقيلة أن أتخلى عن ملامحي التي أهرب إليها دائماً من أجل الإختباء
أردتُ فقط الحصول على "ابتسامة" كنوع من الشعور بالرضاء، ونوع من المكياج المؤقت.
ذهبت نحو متجر ما، ويدي في جيبي كما اعتدت أن أفعل بشكل دائم عند أي موقف.
وصلت لأقف أمام البائع،
أخرجت يدي لتخرج معها تلويحة محبوسة هناك كان من المتفرض أن أودّع بها أحدهم قبل مدة ولم أفعل
أعدتها ثانية فأخرجت خيبة وضعتها فيه حين وجدته فاضياً عندما كنت جائعاً بالقرب من أحد المطاعم.
حاولت مرة أخرى
لتخرج حسرة كانت تطوف فيه منذ زمن بعيد
أخرجت أيضاً غصّة وضعتها هناك عندما كنت أنظر لأحلامي تتساقط ويدي مكبّلة لم تستطع التقاطها
أخرجت حزناً تشبث بيدي حين وضعتها مرة على كتف أحد الأصدقاء
أخرجت غرسة كبرياء منعت يدي من الإشارة لأحدهم ذات موقف.
أخرجت الكثير من لحظات التردد والارتباك، والكثير من القلق والاعتراضات
والعديد من الغصّات
وقبلة تركها يوماً طفل متسوّل على يدي
ثمّ وضعت جميع تلك الأشياء على الطاولة
بعد أن اقتنعت بعدم وجود مايكفي لشراء ما أردت،
نظرت للبائع وقلت:
أرجوك، خذ منّي كل هذا و اعطني ابتسامة لليلة واحدة.