- صاحب المنشور: نديم الجبلي
ملخص النقاش:في مجتمعنا الحديث الذي يتميز بتزايد الحريات الفردية والتطورات التكنولوجية المتسارعة، يبرز تساؤل حيوي حول مدى توافق هذه الحقوق مع الواجبات والقيم المجتمعية. حيث نلاحظ تحولاً عميقاً نحو المزيد من الاستقلالية الشخصية وتتبع الرغبات الفردية، إلا أن هذا التحول ينبغي أن يكون تحت مظلة المسؤوليات المشتركة التي تتطلبها الأعراف المجتمعية والدينية. إن فهم المعنى الحقيقي للحرية وكيف يمكن تحقيق توازن صحيح هو محور نقاشنا اليوم.
من المهم بداية تحديد الفرق الواضح بين "الحرية" وبين "الانحلال". فالحرية ليست مجرد فعل تخلي عن القيود أو الاعراف التقليدية بحجة العصرنة والتطور، بل هي القدرة على الاختيار ضمن ضوابط أخلاقية وقانونية تضمن حقوق الآخرين. بينما الانحلال غالباً ما يقصد به الفوضى وانعدام النظام والسلوك غير المنضبط والذي يؤدي إلى تدمير الوحدة المجتمعية والكرامة الإنسانية. لذلك فإن أي حرية مطلقة بدون حدود واضحة ستكون خطوة نحو الانحلال بدلاً من تحقيق العدالة والمساواة.
الأدوار الأساسية للمجتمع
يلعب كل عضو في المجتمع دوراً أساسياً في المحافظة على تماسكه واستمراره. تبدأ هذه الأدوار بالأسرة كالبناء الأول للمجتمع حيث يتعلم الأطفال قيم الاحترام والمسؤولية والعطاء منذ سن مبكرة. ثم يأتي دور الدولة والحكومة لتقديم الخدمات الضرورية مثل التعليم والصحة والنظام العام والتي تعد جزءاً حيوياً من بناء مواطن صالح يعرف دوره جيدًا ويعمل لتحسين المجتمع بأكمله وليس لنفسه فقط.
دور الدين في تعزيز التوازن
يتمتع الإسلام برؤية شاملة ومتوازنة بشأن الحرية والمجتمع. فهو يدعو إلى احترام حقوق الجميع وضمان سلامتهم وأمنهم الجسدي والأخلاقي. وفي الوقت نفسه، يشجع الأفراد على استخدام حريتهم بطريقة منتجة ومثمرة تشمل العمل الصالح والإسهام في رفعة المجتمع وفيه خير البشرية جمعاء.
وفي النهاية، يجب علينا جميعا كمجتمع انساني ان نتذكر دائما بان الاعتدال والتوازن هما مفتاح نجاح اي نظام اجتماعي. يجب ان نسعى دائماً الى تحقيق أفضل نسخة ممكنة لكل فرد داخل اطار الالتزام بالقوانين والمعايير الأخلاقية الخاصة بنا وبالقيم الثقافية والمذهبية للعرب والمسلمين خاصة.