☆
لقد نفد رصيدك من الستر
قال أحدهم:
سبحان الله!!
أخفيت عن زوجتي وأهلي نزواتي ومغامراتي السيئة بذكاء حاد ثم انكشف أمري لسبب لا يقع من طفل صغير!!
فقلت: بل هو رصيدك من ستر الله... حان وقت انتهائه!!
حملق في بعينيه وقال:
أو للستر رصيد؟! قلت نعم، يظل ستر الله يغطيك رغم عظيم..
قبحك، حتى إذا ما رأى منك بلادة لا تبالي معها عظيم ما أنت فيه من ستر، ولا يرى منك نية ارتداع أو إقلاع نزعه عنك!!
وقد ذكر أحدهم أن ضابطا يعرفه أخبره أنه قد ذهب ذات مرة في دورية لنجدة فتاة تصرخ
من شرفة عالية:
أدركوني... أنقذوني...
أسرعوا وكسروا باب الشقة التي تقف الفتاة في شرفتها
فإذا رجل ستيني العمر ميت وهو في وضع مخل...
استجوبوا الفتاة فإذا هي قد خرجت معه نظير مبلغ من المال..
فلما أخذ أهبته وتناول حبته جاءته منيته!!
مثل هذه الفضائح غالباً لا يعجلها الله
على العبد حديث الذنب، إنما يصنعها بمستمرئ الذنب معتاد الخطيئة، لأنه سبحانه أكرم من أن يعجل بهتك ستر
مذنب جديد زلت قدمه أو ضعفت نفسه لأول مرة..
روى ابن خزيمة بإسناد صحيح عن أنس: أن عمر رضي الله عنه أُتِيَ بشباب قد حلَّ عليه القطع، فأمر بقطع يده، فجعل يقول: يا ويله، ما سرقت قط قبلها! فقال عمر: كذبت ورب عمر، ما أسلم الله عبداً عند أول ذنب.
*فإذا علمت هذا فاعلم أن رصيد الستر لا
ينفد حتى يعجل صاحبه بنفاده..*
يظل قابعا على حرام المواقع، أو لاهثا وراء النزوات، أو مستمرئا أكل الحرام، وكلما ازداد ستر الله عليه ازداد فاحش فعله حتى يفجأه الله بالفضيحة..
وليست الفضيحة حينها فضيحة هذه الفعلة أو تلك.. إنما فضيحة ذنب ممتد، ورصيد ينفد!!
يقول ابن القيم رحمه الله: