الحياة اليومية مليئة بالتحديات، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعملون في مجالات الخدمات والصيانة. أحد المواقف الصعبة التي قد تواجهها هي عندما يقوم العملاء بتسليم أجهزتهم الخاصة للتلفظ والإصلاح، ولكنهم يترددون في العودة لاستلامها. وفي حالتك تحديدًا، لديك محل لصيانة الأجهزة الكهربائية المنزلية حيث يمكن لهذه الحالة أن تؤدي إلى ازدحام في المساحة المتوفرة لديك.
وفقًا للشريعة الإسلامية، يُعتبر أي عقود بين طرفين - بما فيها تسليم الأجهزة للإصلاح - وثيقة (أو عقد) قانونية تحتم الاحترام والتزام الأحكام المتفق عليها ضمن العقد. وبالتالي، تعتبر الأجهزة التي يتم إحضارها للمعالجة "أمينة" تحت مسؤوليتك طالما أنها لم تُسلّم بشكل كامل مرة أخرى إلى صاحبها.
ومع ذلك، إذا مر وقت طويل ولم يعود صاحب الجهاز واستلم عمله، وأصبحت المشكلة تتسبب في حدوث تضارب مع سير أعمالك اليومية، فقد يكون هناك حلول مستندة إلى القواعد الشرعية. تقترح العديد من الآراء الفقهية أنه بموجب شرط عدم عودة الملك خلال فترة زمنية معتبرة وفقاً لعادات التجارة والمعرفة العامة بالأمر، يمكنك القيام باتخاذ الخطوات التالية:
1. بيع الجهاز بسعر مناسب بالسوق واحتجاز جزء منه مقابل تكلفة الإصلاح والأجر المستحق عليك. إبقاء الباقي جانباً لحين طلب صاحب الأصل الأصلي للجهاز.
2. بدلاً من البيع، ربما تختار الاستخدام الشخصي لما تبقى من الأموال بعد خصم تكاليفك الشخصية، وهو ما يسميه البعض "النماء".
3. خيار آخر هو تقديم تلك الأشياء كمهداة مقدمة للغير المحتاج لها.
لتجنب الوقوع في مثل هذه المواقف مستقبلاً، فإنه يستحسن تضمين بنود واضحة داخل العقود تشرح سياساتكم فيما يتعلق بفترة انتظار قبل القرار النهائي برد الأصول غير المرغوب بها أو التخلص منها بطريقة مناسبة. بالإضافة لذلك، استخدام نظام رقمي لتتبع البيانات مثل الرقم المرجعي لكل قطعة مع معلومات الاتصال بصاحب القطعة يمكن أيضاً تخفيف عبء إدارة هذه الحالة بشكل فعال وآمن دينياً.
ومن المهم جداً مراعاة الجانب الأخلاقي أثناء اتخاذ قرار نهائي حول مصير العناصر الموجودة بعناية مؤقتة؛ فالشفافية والمصارحة هما أساس بناء العلاقات الطيبة والثقة بين جميع الأطراف ذات الصلة بأعمال التجارية. إنها دعوة للحفاظ دوماً على النزاهة والسلوك الجدير بالثناء الذي يشجع الآخرون على فعل الشيء ذاته تعزيزاً لقيم المجتمع الإنساني الغالية.