• صاحب المنشور: هناء الزياني
  
  ملخص النقاش:
  مع الثورة الرقمية الحالية، أصبح دور الروبوتات وأتمتة العمليات جزءاً أساسياً من الاقتصاد العالمي. هذا التحول الكبير الذي يحدث الآن يهدد بعض الوظائف التقليدية بينما يخلق فرص عمل جديدة في مجالات أخرى. يمكن تقسيم هذه الظاهرة إلى عدة جوانب مهمة لتقييم تأثيراتها:-

الجوانب الإيجابية:

1. زيادة الكفاءة والإنتاجية: توفر الأجهزة الآلية القدرة على أداء الأعمال المتكررة بكفاءة أعلى وبسرعة أكبر مما يؤدي إلى زيادة الانتاجية العامة للشركات.
2. تقليل تكاليف التشغيل: تعتبر الروبوتات أقل كلفة مقارنة بالعمالة البشرية فيما يتعلق بالأجور والاستحقاقات الأخرى مثل التأمين الصحي والتأمين ضد العجز وغيرها.
3. تحسين السلامة: غالبًا ما تعمل الروبوتات في بيئات خطرة أو غير صحية حيث قد تشكل مخاطر كبيرة للعمال البشريين.

الجوانب السلبية:

1. خسارة الوظائف: أحد أكثر المواضيع قلقًا هو فقدان الوظائف بسبب استبدال العمال البشريين بروبوتات قادرة على القيام بنفس الأعمال بأقل تكلفة وأكثر دقة.
2. التغير المهني المطلوب: مع تقدم التكنولوجيا وتطور مجال الذكاء الاصطناعي، سيحتاج المجتمع للتعليم المستمر والتكيف مع مهارات جديدة ليتمكن من الاندماج في سوق العمل الجديد.
3. عدم المساواة الاقتصادية: هناك احتمال بأن تتركز فوائد الاستثمار في الأتمتة بين الشركات والمستثمرين الذين يستطيعون تحمل نفقاتها الأولية، مما يؤدي إلى تضخم الفوارق الاقتصادية داخل المجتمعات المحلية والعالمية.

الفرص المستقبلية:

المهم هنا ليس مجرد مواجهة تحديات الأتمتة بل استخدامها لصالح الجميع. ويمكن أن يتم تحقيق ذلك عبر التركيز على تطوير التعليم التقني والتدريب المهني المستدام لتحضير القوى العاملة للمهن الجديدة التي ستظهر نتيجة لهذه الثورة التكنولوجية. كما أنه من الضروري وضع سياسات حكومية تحفز البحث والتطوير في مجالات مثل الأمن السيبراني والحفاظ على خصوصية البيانات الشخصية المستخدمة بواسطة الروبوتات والأجهزة الإلكترونية المتصلة بالإنترنت (IoT). بالإضافة لذلك، فإن خلق نظام دعم اجتماعي فعال يساعد الأفراد الذين خسرو وظائفهم نتيجة للأتمتة يعد أمراً حيويًا للحفاظ على الشعور بالإنسانية وسط عالم يعمل فيه الكثير من الأشياء بدون تدخل بشري مباشر. وفي النهاية، إن فهم وإدارة آثار روبوتات ومعدات العمل الآلي سوف يلعب دوراً رئيسيا في تحديد شكل اقتصاد العالم وطابعه الاجتماعي خلال العقود المقبلة.