تفسير آية التكفير عن السيئات في سورة آل عمران (الآية 195)

في هذه الآية المباركة، يؤكد القرآن الكريم رحمة الله الواسعة وعدله الشامل تجاه المؤمنين الذين يبذلون جهودًا صادقةً في طاعة الله ونشر رسالة الإسلام. إنه

في هذه الآية المباركة، يؤكد القرآن الكريم رحمة الله الواسعة وعدله الشامل تجاه المؤمنين الذين يبذلون جهودًا صادقةً في طاعة الله ونشر رسالة الإسلام. إنها تعكس جزاءً عظيمًا لأولئك الذين يثبتون إيمانهم بالهجرة والسعي في طريق الحق رغم كل الصعوبات والمعاناة.

"قال تعالى: 'فاستجاب لهم ربهم إنّي لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى'". هنا يشرح الله تلبية الدعوات المستجابة للمؤمنين الذين يفقدون حياتهم أو أملاكهم أثناء دفاعهم عن عقيدتهم وتعزيز حمل الرسالة النبوية. وهذا يعني أنّ جميع الأعمال الصالحة ستكون مكافأة عليها بشكل كامل، بغض النظر عن جنس الفاعلين - الذكور والإناث متساويون أمام عدل الرب الرحيم.

ويركز السياق أيضًا على طبيعة الأمّة الإسلامية الموحدة؛ حيث يقول: "بعضكم من بعض"، مما يدفعنا للتذكير بمبدأ المساواة الإنسانية والقيمة المتساوية لكل فرد ضمن المجتمع الإسلامي. ومن بين هؤلاء المجاهدين الذين يتم تكريم عملهم حق التكريم هم الهاجرون والمبعدون بسبب دينهم, والمصابون بالأذى خلال نشر الدعوة للاسلام ومعارك الدفاع عنها، حتى وإن أدى ذلك لاستشهاد البعض منهم؛ فإن الرب الكريم لن يحرم هؤلاء المجتهدين ثواب اعمالهم بل سوف يكفر زلاتهم ويتوج مجدهم بدخول الجنات التي تتدفق أنهارا تحت ظلالها.

وفي النهاية يجب أن نتذكر أن هذا الوعد بالنصر والفوز ليس فقط لمن قد شارك بالفعل في المعارك والجهاد ضد الظلم والدفاع عن الدين, ولكن أيضاً للمؤمنين المحتسبين في أماكن محرومة وغير مؤمنة عندما يستطيعون القيام بشيء يسير لإظهار اعترافهم بالإسلام وتطبيق أحكام شريعته هناك، وذلك بإذن الله وفضله. فقد بشر القرآن بأنه حينما تستجد الفرصة ليغتنموها المؤمنون سنحقق لهم المغفرة والجنات بكل فخر وثناء من الباري القدوس.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات