يشتهر حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم حول "سبعين ألفًا من أمته سيدخلون الجنة بلا حساب"، بشرط عدم وجود بعض التصرفات في حياتهم. ضمن هذه الشروط، ورد استخدام مصطلح "لا يسترقون". ولكن ماذا يعني ذلك تحديدًا فيما يتعلق بالرقية بالقرآن الكريم؟
وفقًا للتفسير الأكثر انتشارًا لهذا المصطلح، "لا يسترقون" لا يعني بشكل حرفي عدم طلب الرقية مطلقًا. إنها تشير أساسًا إلى نوع معين من الرقية - تلك التي كانت تُمارس في فترة الجاهلية قبل الإسلام والتي غالبًا ما تكون مرتبطة بالسحر والشعوذة.
إذا طلب المرء الرقية باستخدام أسماء الله عز وجل ووصفه، أو القرآني الكريم نفسه، فلا يوجد مانع شرعي بذلك. حتى لو كان الفرد بحاجة لشرب الماء المقروء عليه قرآنياً بناءً على توصية الآخرين، فالنية والتوكّل على الله تبقى قائمةً. كما أكّد النبي صلى الله عليه وسلم عندما رقي نفسه بـ "المعوذتين" أثناء مرضه الأخير.
بالنسبة لمن يسأل عن "التقديس"، فهو مصطلح يعود أصله إلى العربية ويعني تطهير شيء معين وتنزيهه. يمكن أن يكون هذا التطهير جسديًا أو معنويًا، أو الاثنين معًا. ومن الأمثلة الشهيرة لذلك الأرض المقدسة - وهي التي تمت تهيئتها لتصبح مكان عبادة مقدس. يُعد جبريل عليه السلام الروح القدس مثال آخر حيث يتميز بالتبارك والنورانية. في الإسلام، يأتي اسم القدوس كمظهر من مظاهر تنزيه الله تعالى عن كل نقص ونفاق وغير ذلك مما قد يغاير جوهر الذات الإلهية.
وفي النهاية، يجب التأكد من أن جميع طرق العلاج بما فيها الرقية تعتمد على إيمان عميق بتعاليم الدين الإسلامي وأنها تستخدم فقط لأهداف صحية وليس لإحداث ضرر أو تأثير سلبي.
