#الحٌبفيزمن_الـكورونا
١- يقول لي صديقي : عندما دخلت تلك الممرضة الى غرفة الفحص لاول مرة رأيت في عينيها انطفاء الرغبة في الحياة ، كانت تعمل كأنها رجلُُ آلي إن جازت التسمية.
٢- كانت صامتة ، هادئة ، جميلة . ضغطت يدي بقوة لتغرس الابرة ولم تكن تعلم انها تغرسها في قلبي.
تأوهت بصوت خافت فرمقتني بنظرة حادة خجلت منها ، همستُ بصوت مرتجف لاتقلقي لم تؤلمني ولكن كنت امازحك ،فأبتسمت وقالت لي كلهم يقولون هكذا.
٣-أنهت عملها وخرجت وانا انظر اليها مبتعدةً وكأن مشيتها مر السحابة لاريث ولا عجل .
استيقظت من النوم في السابعة مساء على حركة يدها وهي تقوم بتغيير المحلول القائم فوق رأسي وكأنه راهب يدعوا الله لي ان لا افارق الحياة ، قلت لها : كم مضى من الوقت وانا نائم . قالت: لا أعلم .
٤- علمت من جوابها المقتضب انها بدأت مناوبتها المسائية في التو. استجمعت شجاعتي فقلت هل علمت ِ ماذا قال الطبيب عن حالتي؟ قالت بضجر لاتقلق. هل ستكونين هنا هذه الليلة؟ نعم هل تريد شيئا؟ قلت نعم احتاج لهاتفي ولكن بطاريته فارغة هلا ملئتها لي !!
٥-امسكت هاتفي وخرجت مسرعة. مرت الساعات ببطء ، ان مقياس الزمن يختلف لدى المرضى فالساعة من المستحيل ان تكون ستون دقيقة انها طويلة جداً ، وفيما انا احسب الزمن بمقياس جديد علي تماما ،دخلت بهدوء و وقفت الى جانب سريري. قالت تفضل هاتفك انه يعمل الان.