- صاحب المنشور: بدرية الكيلاني
ملخص النقاش:
مع التقدم المتسارع للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، أصبح لدينا أدوات جديدة يمكنها المساهمة بشكل كبير في تحسين الصحة النفسية. من تطبيقات الهاتف المحمول التي تقدم العلاج النفسي إلى الأنظمة الآلية للرصد والصحة الذاتية، يوفر الذكاء الاصطناعي فرصاً كبيرة لتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية النفسية وتوفير الدعم الفوري للمرضى.
الأولوية الأولى لهذه التقنيات هي زيادة سهولة الوصول إلى خدمات الصحة النفسية. بالنسبة للعديد من الأشخاص، قد يكون الحصول على موعد مع طبيب نفساني تحدياً بسبب القرب الجغرافي أو الوقت أو تكلفة الخدمات. باستخدام التطبيب عن بعد المدعوم بالذكاء الاصطناعي، يمكن تقديم الاستشارات والعلاج عبر الإنترنت، مما يسهل الأمر على الناس تلقي المساعدة بغض النظر عن الموقع.
التحدي الكبير الذي نواجهه هو التأكد من دقة هذه المنظومات وأن تكون نتائجها قابلة للثقة. يتطلب استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة النفسية خبراء ذوي خبرة في كلا المجالين - علم النفس والذكاء الاصطناعي - لضمان أن نماذج التعلم العميق قادرة على فهم وتعرف الظروف والنوايا البشرية المعقدة. هذا يتعلق أيضاً بالقضايا الأخلاقية مثل الخصوصية والأمان عند جمع وتحليل البيانات الشخصية.
بالإضافة لذلك، هناك قلق بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على العلاقات بين الطبيب والمريض. رغم أنه يمكن لأجهزة الكمبيوتر القيام بمهام روتينية وأخذ التاريخ الصحي الأولي، إلا أنها عادة ما تحتاج إلى تدخل بشري للحصول على صورة كاملة وأكثر تفصيلاً للمريض. علاوة على ذلك، فإن العديد من المرضى قد يشعرون بأنهم أقل راحة عندما يعالج جهاز كمبيوتر مشاكلهم بدلاً من شخص حقيقي.
على الجانب الإيجابي، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تتبع الأعراض ومراقبة الحالة النفسية للمستخدمين على مدار الساعة، وهو أمر لا تستطيع بعض الأفراد البشر فعله بكفاءة. كما يمكن لهذه الأنظمة تحديد الاتجاهات المحتملة للأمراض النفسية مبكراً وتقديم الإنذارات المبكرة قبل أن تصبح المشكلات شديدة.
وفي النهاية، ينبغي لنا أن ننظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره أداة دعم وليس بديلاً عن الخبرة الطبية الإنسانية. فهو قادر على توسيع نطاق الخدمات النفسية وتقديم حلول مبتكرة لكنه أيضا بحاجة إلى رقابتنا المستمرة وضماناته الأخلاقية.