- صاحب المنشور: رشيد السالمي
ملخص النقاش:
تشكل القمة العربية-العراقية الأخيرة مصدر قلق وسط غياب التعاون الصادق بين الدول الأعضاء وعدم القدرة على تأسيس رؤية موحدة تجاه الاستقرار الإقليمي. إن التركيز الواضح لمختلف البلدان على مصالحها الشخصية يوحي بصراع محتم في المنطقة. علاوة على ذلك، تشير التصريحات التركية حول نشاط PKK قرب الحدود الشمالية للعراق إلى الوضع المعقد والخطير بالفعل.
مع ذلك، فإن الأزمة المتصاعدة بين أمريكا وإيران تعد مؤشرًا آخر على التعقيد المتزايد للحالة العراقية. فقد كشفت تقارير الاستخبارات عن احتمال حدوث تصعيد خطير نتيجة الخطط الإيرانية التي تستهدف سفيرة الولايات المتحدة في جنوب أفريقيا انتقامًا لمقتل الجنرال سليماني. هذا الاحتمال ليس له تداعيات دولية فحسب؛ بل إنه يجهد أيضًا الموازنة الحساسة للأولويات في السياسة العراقية.
وفي خضم هذه الظروف المضطربة، فإن تساؤلات عديدة تلوح في الأفق: كيف سيؤثر الانقسام الداخلي والخارجي المحتمل على قدرة العراق على إعادة تأكيد مكانته الرائدة عربياً وإسلامياً؟ وكيف يمكن للعراق أن يحسن علاقاتَه ويكسب دفعة جديدة لصالح أمنه الداخلي؟
يتفق العديد من المحللين الذين شاركوا في المناقشة هنا على الوصفة نفسها للتعافي: تحتاج بغداد إلى تبني نهج شامل يقوم على بناء شبكات دبلوماسية فعالة وعلاقات خارجية مستدامة. كما يقترحون أنه لا بديل أمام الدولة العراقية عن تعزيز كياناتها الوطنية وتمكين شعوبها من تحديد مساراتها الخاصة بعيدا عن النفوذ الخارجي. إضافة لهذا، يتم التشديد على دور الحكم الرشيد والمشاركة العامة الفعالة باعتبارهما عوامل حيوية للدفاع ضد التدخلات الخارجية الضارة.
يبقى هدف العراق واضحا وهو بلوغ حالة مزدهرة يستطيع ضمنها لعب دورا رياديا عالميا. لكن الطريق أمام الوصول إليه محفوف بالتحديات الهائلة ويتطلب اهتمام عالم بحكمة ورؤية ثاقبة لمواجهة مختلف التهديدات.