1
من غرائب الفقه:
قول جمهور العلماء بأن كل ما يدخل للجوف عن طريق الفم فهو مفطّر للصائم حتى لو لم يكن فيه تغذية!
كما لو ابتلع الحصى فإنه يفطر!
وهو أحد الأمثلة على التمسك بظواهر النصوص بدلا عن مقاصدها .. فهم نظروا إلى أن “الأكل يفطّر” فجعلوا كل ما يدخل من الفم أكلا مفطّرا!!
2
ومن ذلك قالوا: إن استنشاق البخور مباشرة يفطر لأن في البخور مادة تدخل للجوف فتصبح من الأكل المفطر!
فنجد أنهم التفتوا إلى ظاهر اللفظ وتركوا المقصد والمعنى القائم على أن:
الأكل والشرب الممنوع للصائم هو ما يكون سبيلا لإرواء العطش وسدّ الجوع!
فالعبرة بهذا
وليس بمجرد تناول الأشياء
3
والأغرب من ذلك أن الجمهور لا يرون الفطر باستعمال الكحل حتى لو وجد الصائم طعمه في حلقه لأنه لم يدخل عن طريق الفم!
بينما لو تناول الكحل بفمه فإنه يفطر!!
فهذا تمسك غريب بظاهر اللفظ على حساب المعنى!
فمعنى الصوم الواضح هو: الامتناع عما يجلب الغذاء والإرواء وليس مطلق الأكل والشرب!
4
والأغرب من جميع ذلك أنهم اعتمدوا شرط حصول التغذية وعدمها فيما يدخل إلى الجوف من غير الفم كالمغذي الذي يوضع للمريض في المستشفى!!
فقالوا ما تحصل به التغذية يكون مفطرا ولو لم يؤكل بالفم!!
وهكذا نجد أنه ما يتمسك فقيه بظاهر اللفظ إلا ويقع في التناقض في تفريعات المسائل كما هو هنا!!
5
ومن التطبيقات لهذه المسألة:
حكم ابتلاع أقراص الأدوية التي ليس فيها غذاء وإنما هي علاج محض!
فهي مفطرة على رأي الجمهور!
ووقعوا في التناقض!
لأن ذرات الطعام أو الشراب الصغيرة غير مفطّرة على رأيهم:
فقد أجازوا للمرأة تذوّق الطعام وأجازوا المضمضة مع وجود بقايا الماء في الفم!!