في الإسلام، ينقسم آراء الفقهاء حول استخدام الآلات الموسيقية وترديدها. حيث يُعتبر البعض مثل "الدف" باستثناء عام لحفلات وأعياد المسلمين الخاصة، بينما تعتبر جميع الأنواع الأخرى محرمة. ولكن ماذا يحدث عندما نواجه موقفاً نتساءل فيه بشكوك حول طبيعة الصوت - سواء كانت تلك الشكوك تتعلق بصوت "الدف" نفسه أو أي نوع آخر مما يُطلق عليه اسم "المعازف".
من الواضح من النصوص التاريخية والتوجيه القائم على القاعدة القانونية ("العادة") أنه عند وجود شك، فإن جانب الإحجام والخوف من الخطيئة يكون هو الأكثر ملاءمة للتقيد به. يقول العالم الكبير ابن حجر رحمه الله تعالى إن هذه حالة خاصة حين يكون الشيء محظورا أساسا وقد حدث خطأ ما بشأن مصداقيته لاحقا. وبالتالي، حتى وإن كنت تسمع صوتا محتمل كوني للدف، فالخطوة الأولى هي تجنب الاستماع بناءً على قاعدة الاحتراز التي تنطبق على الأمور المحتملة المخالفة للشريعة الإسلامية.
بالانتقال للمشكلة الثانية وهي تعارض الأمر بإعراض النفس عن شيء مباح نظرياً بسبب طلب أحد الوالدين لذلك، فقد جاء التنبيه لهذه الحالة أيضا ضمن حديث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق." بالتالي، يمكن اعتبار طلب والديك للاستماع للألحان المشبوهة ضد شرائع ديننا الإسلامي. ومع ذلك، هناك جانب مهم يجب مراعاته وهو التواصل والحوار مع أفراد أسرتك بطريقة حساسة ومفصلة تثبت لهم الأدلة الشرعية المتعلقة بالموضوع وتحاورهم برفق حول فهمكم للإرشادات الدينية المتعلقة بهذا الموضوع. ربما سيؤثر كلامك عليهم بشكل إيجابي ويعكس احترام ثقافتكما ودينكما وسط الظروف المجتمعية الحديثة المضطربة والتي غالبًا ما تكون مليئة بالإختلافات الثقافية والمعرفية حول العديد من المواضيع بما فيها تلك ذات الطبيعة الدينية.