• صاحب المنشور: هاجر بن معمر
  
  ملخص النقاش:
  مع تزايد عدد سكان العالم وتغير المناخ، أصبح ضمان الأمن الغذائي تحدياً عالمياً ملحاحاً. تلعب التكنولوجيا دوراً حاسماً في مواجهة هذا التحدي عبر تقديم حلول مبتكرة لتحسين الزراعة والإنتاج الزراعي والتوزيع والتخزين للأغذية. لنستعرض كيف تسهم بعض هذه التقنيات:

الزراعة الذكية والمستدامة:

تُعدّ تقنية تحديد المواقع الجغرافية (GPS) وأجهزة الاستشعار جزءًا شائعًا الآن في الأنظمة الزراعية المتطورة. تُساعد هذه الأدوات المزارعين على تحليل التربة ومراقبة نمو المحاصيل ورصد الأمراض والآفات بكفاءة أكبر بكثير مقارنة بالأساليب اليدوية القديمة. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام التحليلات الضخمة والذكاء الاصطناعي يمكّن العاملين في القطاع الزراعي من اتخاذ قرارات مستندة إلى بيانات دقيقة حول كيفية التعامل مع كل مرحلة زراعية بدءًا من البذر وانتهاء بالحصاد.

الطاقة الشمسية والأسمدة الافتراضية:

تعمل طاقة الشمس أيضًا كمحرك قوي للزراعة المستقبلية حيث يتم تركيب ألواحها لتوليد الكهرباء التي تعمل بالألواح الفوتوفيرية لتنمية النباتات داخل البيوت المحمية أو خارجها مما يسمح بإنتاج محاصيل صحية وفي موسم واحد بدون الحاجة لأشعة الشمس المباشرة وهو أمر مفيد خاصة للمناطق ذات ساعات النهار القصيرة والمعتدلة. كما يمكن لهذه التطبيقات الرقمية المساهمة بخفض نسبة استعمال الاسمدة الكيميائية الصناعية بفضل تقنيات مثل "الأسمدة الافتراضية" والتي تعتمد أساسا على صور الأقمار الصناعية وبيانات اقليمية أخرى لمراقبة حالة التربة والحصول بذلك على خرائط تفصيلية لإرشاد عمليات الري وإضافة المغذيات حسب حاجتها لكل منطقة بعينها وبذلك تحقيق أفضل مستوى للإنتاجية وكذا الحد من هدر المياه والتقليل من الاعتماد غير المنضبط على المواد الكيمياوية.

تخزين غذائي أكثر كفاءة:

لا تغفل أهمية انخفاض خسائر الغذاء أثناء عمليات التسوق والشحن والنقل لما لذلك تأثير مباشر على القدرة الشرائية للفئات الاجتماعية الاقل دخلاً. ولعل هنا يأتي دور الروبوتات الآلية القادرة على القيام بأعماله شاقّة ومتكرّرّة كتلك المرتبطة بنقل الأحمال الثقيلة وتحميل/فك الطرود وغيرها الكثير وما يؤدي بهذه الانجازات الى زيادة الإنتاج وانخفاض الأسعار بالتالي تصبح المنتجات الغذائية ضمن متناول الجميع. إضافة لهذا فالتطبيقات الذكية تبقي العين دائما مراقباً لمنع تبدد الطعام وضمان سلامته الصحية حتى قبل الوصول للمستهلك الأخير سواء كان فرد أم مؤسسة تجارية كبيرة.

الخاتمة :

إن دمج الابتكار التكنولوجي بالحقول الخضراء سيفتح آفاق جديدة أمام بشريتنا لتجاوز العقبات الاقتصادية والصحية وحتى تلك الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري والجفاف وذلك بطرق بسيطة ولكن فعالة للغاية وستمكن هذه الحلول كذلك البلدان النامية والاستثمار فيه منها للحفاظ على موارد طبيعتها واسترجاع توازن النظام الايكولوجي العام بها.