بعد طلاقتك وطلاقك قانونياً وشريعاً، ثم إعادة عقد النكاح بواسطة أحد المشايخ، والذي قد تكونين شككت في صدقه، حدثت تطورات أخرى أدّت بكِ لتغير وضعك القانوني والديني.
وفق الشريعة الإسلامية، عندما يفقد الشخص زوجَه وينقطع خبره لمدة طويلة دون معرفة مصيره سواءً بالإعلان الرسمي عن وفاته أو تأكيد الحياة بشكل مؤكد، يجب الانتظار لمدة محددة قبل إصدار حكم رسمي بالوفاة. تشير العديد من الفتاوى إلى أن هذه الفترة يمكن أن تتراوح بين عام واحد وخمسة أعوام حسب الظروف وظروف البلد والقضايا ذات الصلة. الغاية منها هي منح الوقت الكافي للتحقق والتأكيد بشأن الحالة الحقيقية للأمر.
في حالتك الخاصة حيث التسرُّع بزواج ثانٍ خلال فترة قصيرة نسبيا عقب خسارة الاتصال بزوجك الأول، فإن هذا الزواج الثاني غير صحيح طبقا للتفسير الديني لحالة "الفقد". وذلك لأنه لم يتم تصريح بحالة وفاة الزوج الأولى من طرف سلطة قضائية مختصة أو مجموعة من الأشخاص ذوي القدرات المناسبة والمعترف بهم دينيا وثقافيا. لذلك يعد الزواج الثاني الذي دخلتيه عقدا ناقصا ومنافيا للتعليمات الواردة في القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالحفاظ علي الأنساب والحلال والحرام.
إعادة النظر في الوضع الحالي ضرورية. الخطوة التالية ستكون التواصل مع السلطات المحلية مثل القضاة الشرعيين أو علماء الدين المحليين المؤهلين والذين يتمتعون بالأمانة والإخلاص للإسلام للحصول على رأي نهائي حول حالة الزوج السابق. بناءً علی رأیهم، یتم تحدید مدى اعتباره ميتا أم مازال حیّا. إذا تم الحکم بوفاته بعد مرور العام الواحد على أقل تقدیر، عندئذ يمكنك البدء بعَدِّ عدة الموت والتي تعادل أربعة أشھر وع十天 ومن ثم الاستعداد لإجراء عملية التطهير ("استبراء") قبل أي خطوات مستقبلية متعلقة بالعلاقات الزوجية الجديدة. وتحسب فترة الاستبراء ببداية الحيض التالي لها بعد الاعتداد بالموت.
من المهم مراجعة الأحكام المرتبطة بكل مرحلة من مراحل العملية بدقة ومعرفة الحقوق والالتزامات لكل جزء. نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير الدنيا والآخرة وأن ييسّر الأمور لعباده.