في الحديث الشريف، أكدت السنة النبوية الشريفة أهمية قيام الليل ودوره الكبير في رفع درجات العابد وتعظيمه عند الله سبحانه وتعالى. فضائل القيام تشمل تكفير الذنوب، تقوية الروابط مع الخالق عز وجل، وجلب البركات والنعم.
على الرغم من عدم وجود أدلة قطعية تؤكد رؤية الملائكة للمصلين خلال ساعات الليل المتأخرة -كما يوحي بعض الأقوال المنقولة عن الصحابة- فإن النصوص القرآنية والأحاديث الصحيحة تثبت حضور الملائكة ورؤيتها للقارئ أثناء أدائه لسورة الله الكريم في أي وقت. فعلى سبيل المثال، وصف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم القراءة بأنها "نور" يعكس تأثيرها الإيجابي على حياة المؤمن الروحية والمادية. يقول أبو هريرة رضوان الله عنه عن رسول الإسلام الأعظم أنه قال: "عليكم بتلاوة القرآن؛ إنه نور لكم". وهذا النور الذي يشير إليه أشرف الخلق هو مصدر هدى وحماية للمسلمين في الدنيا والآخرة. بالإضافة لذلك، فقد حثنا سيدنا علي كرم الله وجهه حول ضرورة استخدام السواك قبل البدء بصلاة الليل حيث يقوم الملاك بالاستماع والتفاعل مع القرآن المقروء بحرص شديد حتى يصل الأمر لحالة قرب ملحوظ مما يعطي مؤشرًا آخر لقيمة هذه الطقوس الدينية الهامة. ويبدو أيضًا واضحاً اختلاف مستويات الاجر والثواب المرتبطة بكل درجة متفاوتة من اجتهاد الفرد فيما يتعلق بساعات القيام وعدد الركعات المُرتبة. وبالتالي، يمكن اعتبار كون المحافظة على الحد الادنى متمثلة بركعتان فقط بعد كل فريضة من صلات اليوم هي مفتاح الوصول لباب باب الجنان حسب توصيات العقلاء الزاهدين أمثالهما عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضوان الله عليهم جميعا. ومع ذلك، ينصح بشدة باستثمار الوقت الكافي للاقتراب أكثر نحو تلك المعارج العالية لتحقيق مزيدا من المكافأة والأثر التأثيري المثمر والذي بدون شك سوف يستشعر المرء أثاره داخل النفس وخارجها مما يؤدي بالتالي لاسلوب حياة صحياً وسعيداً بإذن الله الواحد القهار.
وفي النهاية تجدر الإشارة الى تحديد توقيت عمل عبادة قيام الليل والتي تبدأ بفراغ المسلم لصلاة المغرب وتمتدادا طوال فترة فترة الانتقال الي اذان اول الضحى. ومن الجدير باللحظ هنا انه وفقاً لرؤية فقهاء الدين الحنفية والحنابلة فان افضل وانزه اللحظات لتلك الليالي الصامتة تكون تحديديا اثناء تواجد الفرد تحت مراقبة الظلام المخيم فوق ثلاث المجتمعات الاخري وهي الساعة الأخيرة قبيل انتهاء المسافرون ليلاً .