في الحديث عن العقوبات النهائية للمرتدين والكافرين كما ورد في القرآن الكريم، يأتي ذكر العبارة الشهيرة "ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط". هذا التشبيه اللفظي يستخدم للتأكيد على الاستحالة التامة لحصول أمر معين، وليس لتفسير قدرة الله سبحانه وتعالى بشكل حرفي.
وفقًا لأراء علماء الدين الإسلامي، فإن استخدام عبارات مثل "حتي يلج الجمل في سم الخياط" هي طريقة شائعة بين العرب القدامى لاستخدام الأمثال والتورية للإشارة إلى مستحيلات محددة. وفي السياق القرآني، يقصد بهذا تشديد عقوبة عدم الدخول إلى الجنة للأشخاص الذين يكذبون بالآيات ويتجاهلون رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم.
يشرح المفسرون أن هذه العبارة ليست دعوة لتحدي القدرة الإلهية المحتومة، ولكنها أدوات لغوية تستخدم لنقل قوة التأكيد والاستبعاد. وبالتالي، فإن أي حديث حول جعل الجمَل يدخل فعلاً عبر فتحة الإبرة سيكون خارجاً عن السياق وسيفسد هدف الآية الأصلية.
ويشدد العديد من الفقهاء أيضًا على أن هناك آيات أخرى واضحة تصف مصير المشركين والمكذبين بالنار والعقاب الأبدي. هذه الأدلة توضح بوضوح خطورة تكذيب الرسالات الإلهية وعدم قبولها. لذلك، فإن تفسير الآية بطريقة تتناقض مع هذه الحقائق الواضحة يعد ضربًا من اللغو والفراغ الفكري.
وفي نهاية المطاف، يجب علينا تقدير وحفظ عظمتنا أمام حكم الله وقدرته بينما نفهم عمق وفلسفة تعاليمه المقدسة باستخدام الوسائل اللغوية المناسبة لفترة زمنية ومعلومات ثقافية مختلفة.