في الإسلام، يُعتبر النوم على حالة طهارة أمرًا مهمًا وفقًا للأدلة النبوية. فقد روى الصحابي البراء بن عازب عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا أتيت المضجع فتوضأ وضوءك للصلاة." ومعنى هذه السنة النبوية أنه يجب على المسلم أن يتوضأ كتوابع أدائه لصلاة خشية الموت أثناء النوم بدون طهر.
ويُشدد علماء الدين أيضًا على أهمية تحقيق هدف هذا التوضُّء، وهو النوم بطهر وبريء مما يمكن أن يحرم المرء من رؤية أحلام حسنة أو حتى الوقاية من شرور الريبة والشيطان خلال ساعات الراحة.
وعند حدوث حدث ينتقض هذا التوضئ -على سبيل المثال-, وينبغي للمسلم حينذاك أن يعيد عملية الاستنجاء والاستجمار والاستجمال والتيمّم، حسب الحالة التي تقبل بها الرطوبة مجددًا. وذلك لأن الغرض الأصلي للتطهّر -أي الراحة بحالة نظيفة وطاهرة طوال فترة النوم- قد تضرر بسبب الحدث الذي وقع بينهما.
مثال واضح لهذه الفكرة مستقى من حديث معاذ بن جبل رضوان الله عنه حيث ورد: "ما من مسلم يبيت على ذكر طاهرًا..." يؤكد هذا الأثر النبوي ضرورة المحافظة على الطهارة كلما دعت الضرورة لذلك. وقد اتفق الفقهاء ومفسري النصوص الإسلامية الحديثة بأن اعتبار وعد الهدية المرتبط بهذا الدعاء (دعوة الصحابي معاذ) يشترط توافر حالة نقاوة واستعداد ذهني كامل لدى طالب الرحمة والمغفرة الإلهيين. بالتالي، يعد تكرار إجراءات توضيح الذات خطوة منطقية نحو التجسد الكامل لهذا التعليم المقدَّس.
وفي الختام، تجدر الإشارة إلى رأي الحافظ أبي عبد الله الأبي المالكي الذي أكد بصريح عباراته عدم إلزام المصلي بإعادة تطبيق تعليمات تطهيره الأصلية بغض النظر عن توقيته بالنسبة لحظة نومه مباشرة أو لاحقا لها فيما لو اكتشف وجود مؤشرات اعتلال بدنية اثناء نشاط يومه التالي مثلاً. بينما توصيات العلماء الآخرين تشدد على وجوب القيام بذلك مرة أخرى للحفاظ على جوهر العملية الروحية الأساسية وهي الوصول لطهور مناسب وقت جلوس الجسد للاسترخاء المؤقت المتعلق بالنوم بكل صوره وأنواعه المختلفة!