في الإسلام، يُعتبر وضع برنامج لمراقبة تصرفات الآخرين بدون علمهم أمرًا غير جائز، وهو نوع من التجسس المحرم الذي نهى عنه الدين الإسلامي الحنيف. فقد ورد في القرآن الكريم: "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا". كما أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على أهمية عدم التجسس والتسبب في إيذاء الآخرين، حيث قال: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث"، مشددًا على ضرورة احترام الخصوصيات وعدم انتهاك حقوق المسلم تجاه أخيه.
ومع ذلك، هناك حالات قد تستوجب استخدام تقنية المراقبة بحذر وبصورة معقولة لحماية الأبرياء ومنع الضرر. وفي هذا السياق، يجب التنبيه إلى الآباء والأوصياء بأن لديهم مسؤولية كبيرة فيما يتعلق بحماية ورعاية أفراد أسَرتهم. وقد بيَّن الحديث الشريف لسيدنا ابن عمر -رضي الله عنهما-: "(كلُّكم راعي وكلُّكم مسؤلٌ عن رعيَّته)" حرص الدين الإسلامي على تحمل المسؤولية تجاه الآخرين تحت رعايتهم.
بالنظر إلى جانب البيع والشراء لهذه البرمجيات، فإنه مشروع طالما أنها ستستخدم بشكل قانوني ومعقول. ومع ذلك، ينصح المسلمين بتجنب بيع منتجات أو خدمات يمكن استخدامها بطريقة غير مناسبة أو محرمة. وعلى سبيل المثال، إذا عرف بائع أن عميلاً سيستغل المنتج لتحقيق أغراض خبيثة، فلن يكون البيع صحيحاً. ولكن عندما تكون نوايا العميل مجهولة أو متشككة بها، فلا مانع من إجراء عملية البيع.
والخلاصة هي أن تعظيم مكانة حقوق الغير واحترام خصوصيات الأفراد يعد جزءاً أساسياً من التعاليم الإسلامية، ودور الآباء والأوصياء يتمثل في تحقيق توازن دقيق بين حماية أقاربهم والحفاظ على الثقة والاحترام المتبادل داخل الأسرة والمجتمع.