تخيل إنك محب للعلوم من صغرك وتستهويك المفارقات والمقارنات.
إلتحقت للعمل مع طبيب في فترة الصيف في جنوب بريطانيا.
كنت تتعجب من الحالات. كان وقتها في وباء منتشر يعرف بالجدري.
في يوم من الايام قابلتوا راعية ابقار. وكانت تتفاخر بنقاوة ونضارة جلدها لأنها أصيبت بجدري البقر cowpox https://t.co/pvf1pXgEei
تلتحق بكلية الطب وتتخرج طبيب. يظل كلام تلك المزارعة عالق بذهنك. وتقرر انك تدرس مرض الجدري وتعرف كل شي عنه.
تكتشف ان الجدري نشأ في مصر ومنها انتشر للعالم. كانت بدايته في الحرب بين الفراعنة والممكلة الحيثية حيث بدأ انتشاره في الحيثيين بسبب اسرى مصر وادى لوباء قتل ملكهم وحضارتهم https://t.co/4cjlX6CmTV
تتعرف اكثر على الجدري وتجد أن ينتشر بالهواء ويؤدي الى اصابة خلايا الجلد، النخاع العضمي والطحال. يتعرض المصاب لحرارة وتطريش مع طفوح جلدية تترك اثار شديدة على الجلد.
تجد أن معدلات الوفيات من الجدري كانت تصل لـ٣٠٪ مع بداية إنتشاره ١٣٠٠ قبل الميلاد. قتل مئات الملايين حتى القرن ال١٩ https://t.co/cWleqvkEXz
تكتشف أن علاج الجدري بدأ في القرن ال١١ م في الصين. كان هناك راهبة حذقة. رأت أن من يشفى من الجدري لايصاب به مرة أخرى. فقررت أخذ قشور من طفح الجدري وطحنها ثم نفثها داخل خشوم الاصحاء ليصابوا بجدري خفيف ولا يتعرضوا للجدري مرة أخرى. نجحت وعرفت هذه الطريقة بإسم Variolation او التجدير. https://t.co/DfLMMoCuwQ
تطورت عملية التجدير مع الوقت وبحلول القرن الثامن عشر كان التجدير يعمل باخذ مواد من الطفوح الجلدية المفتوحة كخرّاج ومن ثم عمل شقوق بمشرط او ماشابه في جسد الاصحاء وبعدها يتم زراعه هذه المواد التي تحمل ميكروب الجدري للانسان السليم لاتمام عملية التجدير.
ومع ذلك ظلت الوفيات بمعدل ٣٪ https://t.co/89sEvC6uFf