في ظل انتشار خدمات التوصيل مثل "Uber Eats"، أصبح الكثيرون يسعون لفهم مدى توافق هذه الوظائف مع القواعد الإسلامية. وفي حال توفر خيارات متنوعة للأغذية تشمل الحلال والنباتي وغير الحلال، قد يكون الأمر غامضا بعض الشيء بالنسبة للمسلمين الذين يرغبون في الامتناع عن التعامل مع المنتجات المحرمة.
بالنظر إلى الوضع الذي تصفه، حيث تقوم بتقبل طلبات التوصيل بدون معرفة مسبقة بالمحتويات - سواء كانت وجبات حلال، نباتية، أو حتى مشتملة على مواد محرمة مثل اللحوم غير الذكية أو المشروبات الكحولية - يجب أن نتذكر دائما قاعدة أساسية وهي عدم المشاركة في الأعمال التي تتضمن شيء محرم، كما نهانا القرآن الكريم عن تعاوننا على الإثم والعدوان (٥:٢).
وفقًا للشريعة الإسلامية، تعتبر أعمال المساعدة في توزيع المواد المحرمة كاللحوم غير الذكية والخمر مساهمة في ارتكاب الإثم وتعد عدوانًا. وهذا يعني أن أجرك منها سيكون أيضًا محرمًا. الشراح والفقهيون أكدوا بشكل واضح هذا الرأي، بما في ذلك الشيخ ابن تيميّة رحمه الله الذي شدد على أهمية عدم دعم أي عمل يؤدي إلى انتهاكات دينية.
وفي بلد كهذه الدولة الغربية حيث تعد المنتجات المحرمة جزءاً من الثقافة اليومية، فإن الخيار الأمثل عند قبوله لهذا النوع من الوظائف هو التأكد من طبيعة كل طلبيتك قبل الموافقة عليها. فالرفض المتعمدة والتأكيد على الحقوق الشخصية مهم جدًا للحفاظ على الالتزام الديني. وعلى الرغم من كون سياسيات الشركة تسمح برفض الطلبية مرة واحدة فقط تحت ظروف خاصة للغاية كتلك التي ذكرتها ("تحطم السيارة"، "الحوادث")، فإن الحرص الشخصي والحذر جزء أساسي من المسؤولية الأخلاقية والدينية لكل فرد.
ومن ثم، بناءً على القواعد الشرعية، يُعتبر العمل في تقديم جميع أنواع الأطعمة عبر خدمة مثل "Uber Eats" غير جائزة مادامت هناك احتمالية لتقديم منتجات غير حلال. ويجب عليك البحث جيدًا عن طرق أخرى تستطيع بها تحقيق دخلك بطريقة تضمن سلامتها وفقًا للدين الإسلامي.