في سورة الجن، الآيتان 26 و27، تؤكد أن معرفة الغيب محصورة في الله وحده، ولا يتم الكشف عنها لأحد سوى الرسل الذين اختارهم الله لهذه المهمة. ومع ذلك، هناك آيات أخرى مثل تلك الموجودة في سور هود ومريم تتحدث عن كشف الله للغيب لبعض أوليائه.
العلم بالغيب يأتي في طائفتين: غيب مطلق لا يعلمه إلا الله - مثل وقت يوم القيامة نزول الأمطار الدائمة- وغيب نسبى يستطيع الإنسان اكتشافه عبر التجربة العلم التداخل مع الحقائق الغائبة التي عرفتها بعض الأفراد باستخدام وسائل مختلفة كالاستماع والتجرية الحديثة والاستقصاء وغيرها.
أما القرآن الكريم فيوضح أنه رغم قدرته الخاصة على إدراك الغيب الكامل، إلا أنه قد قام بإرشاد عدد مختار من رسله لإيصال الرسالات البشرية. هنا يجب التمييز بين هذا الغيبي المتعلق بشكل مباشر برسائل إيمانية وعدائية ووعد وعقاب متعلقة بالحياة الأخرى والحاضر أيضًا وبين أنواع أخري من المعلومات المدونة ضمن الفئة العامة ويمكن اعتبار أنها حالة خاصة لكل ولي حيث يندرج ضمن مجموعة "كرامت". حين تصبح المعلومة ذات صلة بالأحداث المستقبلية المحتملة والتي ليست مرتبطة ارتباطاً مباشراً بموضوع الوحي الخاص برسالتهم. وقد ورد في النصوص الإسلامية بأن هذه المكرمات تحدث نتيجة لحصول الشخص عليها إلهامياً ورؤياً بالإضافة لتجارب شخصية حياتيه مختلفة.
وبالتالي فإن عقيدة الإسلام تشدد على كون العلم المطلق بالغيبيات حكرٌ على خالق الأكوان بينما تعد القدرةعلى الوصول إلي جوانب أخرى منه امكانية متاحة بشرط تسليم الأمر أساساً له عز وجل واستخدام الوسائل المناسبة للحصولعلي معلومات حول مظاهر كثيرة لهذا العالم المجهول سابقاً والمعروف الآن بسبب تقدم البحث العلمي والعقلي البشري كذلك. وفي نهاية المطاف فان منح الكرامات للأولياء هي هدية سماوية مبنية علي الاستحقاق الرباني بناءً علی أعمال صالحه أديسوها اولئك الافراد المؤمنون.