- صاحب المنشور: نرجس العروسي
ملخص النقاش:في ظل التحديات الكبيرة التي فرضتها الجائحة العالمية لمرض كوفيد-19 على مستوى العالم، أصبح واضحاً الحاجة الملحة لتطوير استراتيجيات جديدة ومتكاملة لإدارة الأزمات الصحية. هذه الاستراتيجيات يجب أن تستند إلى الدروس المستفادة من التجربة غير المسبوقة لجائحة كوفيد-19 والتي أدت إلى تعطيل الحياة اليومية، الاقتصاد العالمي، والأنظمة الصحية في العديد من البلدان.
أولاً، هناك ضرورة ملحة لتحسين قدرات الرصد والاستجابة المبكرة للأوبئة. هذا يتضمن تعزيز شبكات المراقبة البيولوجية والمخبرية المترابطة على الصعيدين المحلي والعالمي. كما ينبغي تطوير آليات أكثر فعالية لنشر المعلومات حول الأوبئة الجديدة وتقييم المخاطر المرتبطة بها. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الأمر بناء بنى تحتية صحية قوية قادرة على التعامل مع حالات الطوارئ بأقل قدر ممكن من التأخير أو الفشل.
ثانياً، تعد القدرة على التواصل الفعال أحد العوامل الحاسمة خلال الأوقات الحرجة. وقد أثبتت حكومات بعض الدول نجاحها في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية وغيرها من القنوات الحديثة للتواصل مباشرة مع الجمهور وتوفير معلومات موثوقة ومحدثة باستمرار بشأن الوقاية والأمراض الشائعة. وهذا يعزز الثقة العامة ويحفز الناس على اتباع الإرشادات المقدمة لهم للحفاظ على سلامتهم وصلتهم بالمجتمع.
ثالثاً، يعتبر التنسيق الدولي أمرًا حيويًا خاصة عند مواجهة تهديد عالمي مثل الوباء. ومن الواضح أن العمل المشترك بين البلدان المختلفة بمشاركة المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية يمكن أن يساعد كثيرًا في تحديد المصادر المحتملة للتهديدات الجديدة وأفضل التدابير المضادة لها.
وأخيراً وليس آخراً، فإن زيادة الاستثمار في البحث العلمي والتكنولوجيا يعد أمراً أساسياً أيضاً. تسريع عملية البحث والتطوير لعلاجات جديدة ولقاحات ضد الأمراض المعدية سوف يخفض الوقت الذي يستغرقه تلبية الطلب أثناء الأزمة المقبلة. علاوة على ذلك، فإن تطبيق الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة يمكن أن يؤديان إلى تحسين قدرتنا على التشخيص المبكر والتنبؤ بالأوبئة قبل تفاقم الوضع.
إن مراجعة شاملة لهذه الأساليب والاستعداد بشكل أفضل للمستقبل ستساعد في خلق نظام صحي أقوى بكثير قادر على تحمل تحديات وباء آخر محتمل.