- صاحب المنشور: حنان بن عمر
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الذي نعيش فيه اليوم، باتت التقنيات الحديثة جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. المملكة العربية السعودية، كغيرها من الدول المتقدمة تقنياً، شهدت تحولاً ملحوظاً في طريقة تعامل الأفراد مع بعضهم البعض وفي قيمهم الاجتماعية نتيجة لهذا التحول التكنولوجي الكبير. هذه الدراسة تستكشف كيف أثرت التكنولوجيا على القيم الاجتماعية للمجتمع السعودي، وتسلط الضوء على الفوائد والتحديات المرتبطة بهذه التأثيرات.
الفوائد والمزايا:
- التواصل والوصول العالمي: لقد سهّلت وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر وإنستغرام تفاعل الأشخاص داخل وخارج نطاق الجغرافيا المحلية. يمكن الآن للأفراد البقاء على اتصال بأسرهم وأصدقائهم حول العالم بشكل أكثر فاعلية وكفاءة مما كان عليه الحال سابقًا عندما كانت الرسائل البريدية هي الوسيلة الأساسية للتواصل بين المسافات الطويلة.
- التعليم الألكتروني: أدى ظهور الإنترنت إلى ثورة في مجال التعليم حيث أصبح بإمكان الطلاب الوصول إلى مواد تعليمية غنية ومختلفة عبر منصات التعلم الإلكترونية. كما أتاحت فرصا جديدة لتقديم دورات تدريبية وبرامج أكاديمية متخصصة تلبي احتياجات جمهور واسع ومتنوع.
- الأعمال التجارية عبر الإنترنت: عززت تكنولوجيا التجارة الإلكترونية نمو الأعمال الصغيرة والمتوسطة الحجم، حيث تمكن رواد الأعمال الشباب من تسويق منتجاتهم مباشرة للعملاء دون حاجة لمكاتب فعلية أو مخازن مادية كبيرة. بالإضافة لذلك، فتحت أبواب سوق عالمي أمام الشركات الدولية الراغبة بالعمل بالسوق السعودية.
- الحفاظ على الثقافة والتراث: تُستخدم المنصات الرقمية حاليًا لإبراز التراث العربي والإسلامي الغني والمعرفة التاريخية للشعب السعودي والعالم الإسلامي بشكل عام. ومن خلال هذا الاستخدام الذكي للتكنولوجيا يتم حماية تراثنا والحفاظ عليه للأجيال القادمة.
التحديات والصعوبات:
- الإدمان والوقت الضائع: يمكن أن تؤدي الاعتماد المفرط على التكنولوجيا إلى إدمان الانترنت وانخفاض مستويات التركيز والإنتاجية الشخصية والعائلية. وقد يشعر أفراد الأسرة بالإقصاء بسبب عدم القدرة على منافسة حجم المعلومات والأنشطة التي يستطيع الحصول عليها الأطفال والشباب الذين يعتمدون بكثرة على الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة الأخرى.
- الصحة النفسية: هناك ارتباط وثيق بين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وما يسمى "بالمشاكل ذات الصلة بصحة الصحة النفسية"، والتي تشمل الاكتئاب وقضايا احترام الذات والسلوك العدواني. قد ينتج ذلك بسبب مقارنة الحياة الواقعية بحياة الآخرين المثالية على الإنترنت، مع العلم بأن تلك الصور غالبًا ما تكون محرّضة ومحرَّفة بعناية لتحقيق مزيدٍ من الإعجابات والمشاهدات فقط.
- العزلة الاجتماعية: رغم كون التكنولوجيا وسيلة فعالة لبناء الروابط الاجتماعية إلا أنها يمكن أيضًا -وبشكل غير مباشر- أن تؤدي للعزوف عن التفاعلات البشرية المباشرة وتؤثر سلباً على المهارات الاجتماعية لدى المستخدمين خصوصًا فئة الصغار.
- الثقافة المضادة للقيم الدينية: بينما يسعى الكثير لاستخدام التكنولوجيا لنشر ثقافة تحترم القيم الإسلامية وتعزيز المفاهيم الأخلاقية الصحيحة؛ يوجد جانب آخر حاول استغلال قوة الإنترنت لتعزيز مفاهيم سلبية وعادات خاطئة مثل نشر المحتوى الخادش للحياء العام. وعلى الرغم من جهود الوزارات المعنية لمراقبة وإزالة هذا النوع من المواد إلا أنه مازال موجود