بمناسبة سد النهضة وتفضيل السودان مصلحته؛ وصراخ المصريين.
خزان سنّار أول سد تم بناؤه في السودان 1919-1925 ولم تكن تأثيراته الإجتماعية كبيرة بسبب صغر حجم البحيرة وقلة السكان في المنطقة آنذاك، لكن السودان دفع ثمنًا كبيرًا على قيامه لأنّ مصر إشترطت على السودان بناء خزان جبل أولياء.
مصر إشترطت على السودان بناء خزان جبل أولياء 1933-1937 لمصلحتها الحصرية، وذلك لتقليل الفيضانات عندها، وتلك كانت أول مرة في تاريخ البشرية، بناء سد في دولة للمصلحة الكاملة لدولة أخرى. آلاف الأفدنة الخصبة الصالحة للزراعة غرقت ومئات القرى هُجّرت وألاف المواطنين شردوا بسبب قيام الخزان.
ولم تقلْ مصر حتى شكرًا على تلك المخاطرة العظيمة بحياةِ آلاف السودانيين، ودفعت تعويضًا قيمته 75,000 جنيه إسترليني فقط كتعويضات للذين فقدوا أرواحهم ومنازلهم وللنازحين منهم، وحتى اليوم يعاني السودانيين الذين يقطنون القطينة وما حولها من قيام الخزان، وانتشار الأمراض كالملاريا وغيرها.
لم تقف مصر عند ذلك الحد بل خزان جبل أولياء ولّد لديها فكرة "سد مقابل سد"، سد جبل أولياء لمصلحة مصر بينما خزان سنار لمصلحة السودان. عندما أراد السودان بناء خزان الروصيرص لري امتداد المناقل لمشروع الجزيرة، طالبت مصر بقيام السد العالي وما أدراك ما السد العالي؛ وافق السودان عام 1955.
كان عدد المهجرين قسريًا من وادي حلفا 50,000 فرد، وعدد القرى التي غرقت تحت بحيرة السد ٢٧ قرية، ومدينة وادي حلفا نفسها أي ما نسميها حاليًا بحلفا القديمة؛ وغرقت مع هذه القرى مدارس ومستشفيات ومؤسسات حكومية وفنادق وخطوط سكك حديدية، ومقابر وتاريخ المنطقة. اختفت جميعها تحت بحيرة السد.
