إذا قررت الجمع بين صلاتين بسبب نيّتك للسفر ولكنك ألغيت الرحلة دون مغادرة منطقة العمران الخاصة ببلدك الأصلي، فإن فعلتك هذه غير مشروعة وفقاً للشريعة الإسلامية. وذلك لأنه يتوجب عليك الخروج فعلاً من منطقتك المقيمة لكي تستطيع الاستفادة من الرخصة المتعلقة برواتب السفر مثل القصر والحَجْمِ (الجمع). يؤكد الفقهاء البارزون مثل الإمام ابن قدامة وابن المنذر على ضرورة خروج المرء خارج حدود مدينته ومناطق سكانه لتطبيق تلك السنن الخاصة بالسفر. لذلك، عندما تجمع بين الصلوات بناءً على نية السفر التي لم تتم، تكون صلاتك باطلة ويتعين عليك إعادتها عند عودتك.
في حالة الجمع أو القصر أثناء التنقل، فإن الأمر مختلف قليلاً. حين تقوم بتوفير الوقت عبر دمج صلوات متعددة في وقت واحدة بسبب ظرف مؤقت مثل الانتقال، وتحقق الشروط اللازمة لهذا العمل خلال أول صلاة قام بها الشخص قبل تغيير رأيه بشأن السفر، فالجمع الذي تم سيكون صالحًا وليس هناك حاجة لإعادة الصلاة لاحقًا. وهذا ينطبق أيضًا حتى لو عدت مرة أخرى نحو المناطق الحضرية بشكل عام. ومع ذلك، يجب التأكيد هنا بأن الشرط الرئيسي هو تحقق الظروف المؤهِّلة لهذه الأعمال الدينية لدى البدء بالأداء الأول.
ومن الجدير بالملاحظة أن تحديد نهاية فترة "العمران" ليست دقيقة دائمًا وهي تعتمد غالبًا على المعايير المحلية وما يراه المجتمع محدداتها. بينما تشمل بعض التفسيرات مجرد تجاوز الأحياء القريبة للمدن الرئيسية، فقد يشير البعض الآخر فقط للتوجه بعيدا بما يكفي حيث تختفي علامات المدن الواضحة تمام الوضوح. الأمثل دائماً طلب المشورة من علماء الدين المحليين للحصول علي تصريح عملي ودقيق حول مدى تطبيق أحكام السفر ضمن ظروف بلدك الخاص بك.