أزمة الثقة بين الشباب والسلطة السياسية: فهم العوامل المؤثرة

في السنوات الأخيرة، شهدنا تراجعًا ملحوظًا في مستوى ثقة الشباب العربي بالأنظمة السياسية الحاكمة. هذا التوجه ليس ظاهرة عابرة بل هو نتيجة لتراكب عدة ع

  • صاحب المنشور: سنان الحلبي

    ملخص النقاش:

    في السنوات الأخيرة، شهدنا تراجعًا ملحوظًا في مستوى ثقة الشباب العربي بالأنظمة السياسية الحاكمة. هذا التوجه ليس ظاهرة عابرة بل هو نتيجة لتراكب عدة عوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية تتطلب منا فهماً متعمقاً لتحديد الأساليب المحتملة لإعادة بناء هذه الثقة المدمرة.

يمكن تصنيف أهم العوامل المؤدية إلى فقدان الثقة فيما يلي:

العامل الاقتصادي

تعاني العديد من الدول العربية من البطالة المرتفعة وتدهور المستوى المعيشي للشباب. يعتبر الفشل الحكومي المتكرر في تقديم سياسات اقتصادية مستدامة وكافية لتوفر فرص عمل مناسبة أحد الأسباب الرئيسية للغضب الشعبي. كما يؤدي عدم العدالة في توزيع الثروة والنقص الواضح في الشفافية المالية إلى شعور عميق بالإحباط لدى الجيل الجديد.

العامل السياسي

من أكثر الأمور التي أثرت على ثقتهم هي التجارب المريرة مع الانتخابات غير الديمقراطية والحكم المطلق. غياب حرية الرأي والتعبير والقمع السياسي أدى إلى فقدان الثقة الكبيرة بهذه المؤسسات الرمزية للدولة.

الحريات المدنية

الإضرار بحقوق الإنسان الأساسية مثل الحق في التعليم والصحة والعيش بكرامة يعد أيضا عاملا رئيسيا لنزع القيمة عن السلطة السياسية. يشعر شباب اليوم بأنهم يتعرضون للظلم بسبب قرارات حكومية تعارض مصالحهم الشخصية والمجتمعية.

دور وسائل الإعلام الجديدة

انتشار الإنترنت وانتشار المعلومات بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي جعل المواطن اليوم أقل عرضة للتلاعب الإعلامي التقليدي. أصبح بإمكان الجميع الوصول للمعلومات مباشرة ولم يعودوا ينتظرون الأخبار الرسمية للحصول عليها مما أعطاهم نظرة مختلفة تماماً حول فعالية الحكومة وقدرتها على حل المشكلات.

لتعزيز الثقة مجدداً، يجب على السلطات السياسية وضع خطط استراتيجية تبدأ بتقديم خدمات عامة أفضل وأكثر عدالة وإنشاء نظام سياسي مفتوح وشامل يدعم حقوق الإنسان ويضمن مشاركة جميع فئات المجتمع وأن يتم ذلك بشفافيه كاملة.


توفيق بن زيدان

11 مدونة المشاركات

التعليقات