على الرغم من أن البحث عن أسرار الأرقام في القرآن الكريم لديه جذور تاريخية، فقد أصبح مصطلح "الإعجاز العددي" حديثاً مثيراً للجدل. وفيما يتعلق بسورة الكوثر، وهي الأقصر سور القرآن، تُشير العديد من الادعاءات إلى ارتباطات عجيبة بالأمر العاشر؛ مثل عدد الكلمات والأحرف والكثير الآخر. ولكن عند التدقيق، تتكشف عدة مشاكل منهجية.
أولاً, يُشير البعض إلى تناقض واضح عندما يستبعدون المكرر في عملية العد بينما يحتسبونه أيضاً. ثانياً، عدم فصل بين الألف والهمزة في عملية العد يشكل خطوة أخرى للتلاعب. بالإضافة إلى ذلك، استخدام النظام الحديث لحساب مكان حرف الراء في ترتيب حروف الهجاء بدلاً من النظام التقليدي يعكس نوع من الاختيار المنتقى للحقائق. أخيرا، رغم احتمال اعتبار عدد الكلمات المتسقة مع الشهر الحجيج أمر لطيف، إلا أنها تصبح أقل شرعية عندما يتم توسيعها لتشكل قاعدة للإعجاز.
هذه الأمثلة تعكس كيف يمكن أن يقود بحث الإعجاز العددي إلى نتائج مبنية على تخمينات شخصية ومتطلبات ذات توجه محدد بدلا من تقديم دليل علمي مستقل. بالتالي، يجب التعامل مع هذه الادعاءات بموضوعية وحذر.
يتفق الكثيرون على أن القرآن كتاب هدى أولاً وقبل كل شيء، وأن التركيز الدائم على جوانب الإعجاز المختلفة قد يحجب هذا الغرض الرئيسي. لذلك، ينصح الإسلاميون بأن يكون النظر إلى الأدلة الرقمية مجرد تفاصيل مرحلية وغير مهمة بالنسبة لإيمان الشخص.