• صاحب المنشور: أفنان بن البشير
  
  ملخص النقاش:
  

  مع التطور المتزايد لتكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR)، أصبح التأثير الفلسفي والنفسي لهذا العالم الرقمي محور اهتمام العديد من الباحثين. الواقع الافتراضي ليس مجرد لعبة أو تجربة ترفيهية؛ بل هو نظام يمكن أن يغير الطريقة التي ننظر بها إلى الحقيقة والتفاعل معها. هذا النوع الجديد من الوسائط يخلق بيئات افتراضية غامرة تحاكي الأحداث والأماكن والمواقف الحقيقية بطرق غير مسبوقة.

من الناحية النفسية، قد يؤدي استخدام الواقع الافتراضي إلى تغييرات طويلة المدى في طريقة تفكيرنا وتفاعلاتنا الاجتماعية. الدراسات تشير إلى أنه يمكن استخدامه كأداة علاجية للتغلب على المخاوف والأمراض النفسية الأخرى. مثلاً، يستطيع الأشخاص الذين يعانون من رهاب الطيران القيام بمهام تدريبية داخل بيئة آمنة ومخفية باستخدام الواقع الافتراضي مما يساعدهم على التغلب على مخاوفهم. بالإضافة إلى ذلك، يُظهر البحث أن التعرض المستمر لبيئات الواقع الافتراضي الغنية بالعناصر العاطفية مثل الفرحة والحزن والحزن وغيرها، يمكن أن يتسبب في تغيير جذري في المشاعر والعواطف الأساسية للمستخدم.

وعلى الجانب الفلسفي، فإن الواقع الافتراضي يشكل تحدياً عميقاً لفكرة الحقيقة والمعرفة البشرية. حيث يسأل العديد من المفكرين حول طبيعة التجربة وكيف أنها تعتمد بشكل كبير على الإدراك الشخصي وليس بالضرورة على الواقع الموضوعي الخارجي. كما يدعونا هذا الأمر لاستكشاف الحدود بين الخيال والكذب وبين الرواية المرئية والرواية الصوتية والنظر فيما إذا كان هناك فرق حقيقي بينهما عندما يتم تقديم المحتوى عبر الواقع الافتراضي.

وفي نهاية المطاف، فإنه بينما تستمر تقنيات الواقع الافتراضي في التقدم، سيكون من الضروري فهم الآثار الأخلاقية والقانونية لهذه التقنيات أيضًا. فهي ليست مجرد أدوات للتحكم وتمثيل المعلومات ولكنها أيضاً تأثيرات قوية على كيفية إدراك الذهن للواقع وتفسيره له.