يتناول هذا النصِّ نقاشًا حادًا حول دور "القيم" في إدارة وحل مشكلات المجتمع، حيث يطرح عماد الفكرة التي ترى أن القيم هي سائق رئيسي للتغيير والاستدامة في المجتمع. يشير إلى أهمية التوافق بين النظرية (القيم) والممارسة (العمل الفعَّال) لضمان انعكاس تلك القيم في كل جوانب المجتمع.
يرد نهى بن زيدان على هذا الرأي، مؤكدًا أن النظام الحالي لا يسهِّل تطبيق القيم في المجتمع كما يشير إلى الفجوة بين النظرية والتطبيق. يخاطب نهى مسألة التحديات المستمرة بسبب تضارب المصالح الشخصية والجماعية، مؤكدًا أن إبرام حلول من خلال القيم فقط قد لا يكفي في مواجهة هذه التضاربات.
تتأثر المجتمعات بعوامل عديدة، ولا سيَّما تعقيدها الطبيعي نظرًا لتغيرها وتطورها باستمرار. يشير نهى إلى أن المجتمعات ليست كائنات ثابتة يمكن حلُّ مشكلاتها بسهولة من خلال الإعلان عن قيم جديدة. تاريخنا المؤلم يعطي دليلًا واضحًا على أن الصراعات قد تتوَّج بين الأفراد حتى في المجتمعات التي تُشِيد بها كونها مبنية على قيم سامية.
القيم كدافع للتغيير
يرى عماد أن القيم يمكن أن تصبح دافعًا قويًا إذا تم الالتزام بها بجدية من جميع أفراد المجتمع والمؤسسات. لكنه يطرح سؤالًا مهمًا: كيف يمكن ضمان توافق الأفراد على هذه القيم في جميع أوقاتهم وظروفهم المختلفة؟
يُعَزِّز نهى فكرة إجراء اختبار مستمر للقيم، وإعادة تقييمها بناءً على الأحداث المتغيرة. يؤكد أن القيم يجب أن تكون قابلة للتكيف مع التغيرات الزمنية والسياقات المختلفة، حتى تستطيع أن تظل ذات صلاحية في إدارة المجتمع بشكل فعَّال.
وبذلك، يُضرب الإصرار على أن القيم لا تعد مجرد نظرية يجب التعامل معها في المحاورات الأكاديمية فحسب، بل هي جزء من العمل الفعَّال والقائم على تطبيق الإرشادات النظرية لتوجيه أفعال المجتمع نحو مستقبل أكثر استدامة وعدلاً.
بالختام، يؤكِّد هذا النقاش على ضرورة تطوير نظام ديمقراطي قادر على معالجة التحديات بفعالية من خلال تبني القيم كأساس لتشكيل السياسات والأفعال. يصبح هذا الموضوع نقطة اهتمام رئيسية في أي حوار عن مستقبل المجتمعات وإدارتها.